عتبر التعليم المحرك الأساسي في تنمية وتطوير المجتمع ، و يقاس مدى تقدم الأمم بمقدار ما لديها من العلماء و المتعلمين و الطلاب على مقاعد الدراسة. وتقع على كاهل التعليم أيضا المهمة الأولى في نهضة الأمة ثقافيا و اجتماعيا وسياسيا و تقنيا.
لهذا تعمل الدول على تشييد المدارس و المعاهد و الجامعات بتخصصاتها المختلفة في المدن و القرى والبوادي و تحرص كذلك على رصد المخصصات المالية الكبيرة في موازناتها السنوية و اعتبار هذه النفقات - نفقات التعليم - استثمار طويل الأجل مضمون العوائد على المدى الطويل ، و حتى تستمر مسيرة البناء والإعمار و التنمية للأوطان و بدون توقف يحملها جيل - و يسلمها لجيل آخر- متسلحا بالعلم والمعرفة و نظرا لهذه الأهمية في البناء المستقبلي الأساسي للدولة فإن الاهتمام بالمعلم و تطوير مكانته العلمية و العملية إعدادا و تدريبا يأتي على سلم أولوية أجندة الدولة - كونه الشخص الأكثر التصاقا بالعملية التعليمية ومخرجاتها ،
فهو مهندس العقول و مشكلها بعد مجتمع الأسرة فعن طريقه تنقل المعارف والمبادئ و القيم والأخلاق للطالب - الطالب ابن الحاضر و رجل المستقبل الواعد - لهذا و على مدى مراحل تطور الحياة الإنسانية حظي المعلم بالمكانة اللائقة التي يستحقها - فهو المربي والمؤدب و صاحب الكلمة العليا في المدرسة والمجتمع - لهذا فإن تحسين مستوى الدخل لهم ومنحهم الرواتب والحوافز التي يستحقونها والتي تكفيهم عن السؤال و البحث عن مصادر دخل أخرى بعد ساعات الدوام الرسمي مطلب وطني –
أنهم أصحاب الهمة العالية التي يجب أن نكن لهم كل الاحترام و التقدير لكي يستمروا في عطائهم اللامحدود و في تحقيق رسالتهم النبيلة ولنحصل في نهاية المطاف على مخرجات تعليمية تنعكس إيجابيا على نهضة الوطن وتقدمه تسهم في زيادة مداميك الإعمار و البناء و النهضة لبلدنا - و قبل هذا و ذاك إعداد مواطن صالح يؤمن بالله مخلص لبلاده و تطلعاتها المستقبلية حام لهويتها الوطنية و القومية . -