منتديات الساقية الحمراء التعليمية
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم الى منتديات الساقية الحمراء التعليمية
منتديات الساقية الحمراء التعليمية
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم الى منتديات الساقية الحمراء التعليمية
منتديات الساقية الحمراء التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الساقية الحمراء التعليمية

مفتاح المتعلم ودليل المعلم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ظاهرة التسرب من المدارس الأسباب والإجراءات الوقائية والعلاجية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




ظاهرة التسرب من المدارس الأسباب والإجراءات الوقائية والعلاجية Empty
مُساهمةموضوع: ظاهرة التسرب من المدارس الأسباب والإجراءات الوقائية والعلاجية   ظاهرة التسرب من المدارس الأسباب والإجراءات الوقائية والعلاجية I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 14, 2015 8:54 pm

ظاهرة التسرب من المدارس الأسباب والإجراءات الوقائية والعلاجية
ظاهرة التسرب من المدارس موجودة في جميع البلدان. ولا يمكن أن يخلو واقع تربوي من هذه الظاهرة، إلا أنها تتفاوت في درجة حدتها وتفاقمها من مجتمع إلى آخر، ومن مرحلة دراسية إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى. كما أنه من المستحيل لأي نظام تربوي أن يتخلص نهائياً منها مهما كانت فعاليته أو تطوره. هذا يعني أن نسبة وحدّة وجودها هو الذي يحدد مدى خطورتها. والمتعمق في هذه الظاهرة في الواقع التربوي الفلسطيني، يلاحظ أنها منتشرة في كافة المراحل التعليمية وبصورة متفاوتة، وفي كافة المدارس بغض النظر عن نوعها وفي كافة المناطق التعليمية وبين كافة أوساط الطلبة من ذكور وإناث وبين أوساط كافة الطبقات الاجتماعية والاقتصادية.
التسرب هو إهدار تربوي هائل وتأثيره سلبياً على جميع نواحي المجتمع وبنائه، فهو يزيد من حجم الأمية والبطالة ويضعف البنية الاقتصادية الإنتاجية للمجتمع والفرد، ويزيد من الاتكالية والاعتماد على الغير في توفير الاحتياجات. ويزيد من حجم المشكلات الاجتماعية من انحراف الأحداث والجنوح كالسرقة والاعتداء على الآخرين وممتلكاتهم مما يضعف خارطة المجتمع ويفسدها. والتسرب يؤدي إلى تحول اهتمام المجتمع من البناء والإعمار والتطور والازدهار إلى الاهتمام بمراكز الإصلاح والعلاج والإرشاد، والى زيادة عدد السجون والمستشفيات ونفقاتها ونفقات العناية الصحية العلاجية. كما يؤدي تفاقم التسرب إلى استمرار الجهل والتخلف وبالتالي سيطرة العادات والتقاليد البالية التي تحد وتعيق تطور المجتمع مثل: الزواج المبكر والسيطرة الأبوية المطلقة وبالتالي حرمان المجتمع من ممارسة الديمقراطية وحرمان أفراده من حقوقهم ويتحول المجتمع إلى مجتمع مقهور ومسيطر عليه لأنه لا يمكن أن يكون المجتمع سيداً وحراً وفي نفس الوقت جاهلاً: مجتمع تسوده العنصرية والتحيز والانغلاق والتعصب.
يتفاوت حجم التسرب في المدارس الفلسطينية من سنة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى، لكن الاتجاه العام لهذه الظاهرة في تناقص حيث بلغ عدد المتسربين الإجمالي 15148 طالباً وطالبة في العام 1999/2000 انخفض إلى 9395 طالباً وطالبة في العام 2003/2004 بمعدل انخفاض 38%. بشكل عام انخفضت معدلات التسرب من المدارس الفلسطينية من 1.8%من مجموع عدد الطلبة في العام 99/2000 إلى 0.9% في العام 2003/2004. يبدو للوهلة الأولى أن معدلات التسرب في المدارس الفلسطينية منخفضة، لكن يظهر حجم المشكلة إذا نظر إليها من ناحية تراكمية، حيث نجد أن عدد الطلبة المتسربين قد بلغ 158 ألف طالب وطالبة خلال الفترة ما بين 1994-2004. الغالبية العظمى من الطلبة قد تسربوا من المرحلة الأساسية العليا وبالتحديد من الصف العاشر وتبلغ نسبة التسرب من الصف العاشر حوالي 3% من مجموع الطلبة.
قامت وزارة التربية والتعليم العالي وبدعم من منظمة اليونسيف، بتنفيذ دراسة للإطلاع على الأسباب الحقيقية لظاهرة التسرب ولتحديد الإجراءات الوقائية والعلاجية للحد من هذه الظاهرة، من خلال استطلاع رأي المتسربين أنفسهم وأولياء أمورهم. شملت العينة جميع المناطق الفلسطينية وجميع المدارس التابعة للحكومة والتابعة لوكالة الغوث والتابعة للقطاع الخاص، وشملت أيضاً مدارس الذكور والإناث والمختلطة وجنس المتسربين. بلغ عدد المتسربين الذكور في العينة 902 متسرب والإناث 908 متسربات.
من أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة، أن ظاهرة التسرب من النظام التعليمي لها أسباب متعددة ومتشعّبة تختلط فيها الأسباب التربوية مع الأسرية مع الاجتماعية والاقتصادية والأمنية.. وغيرها. فظاهرة التسرب هي نتاج لمجموعة من الأسباب تتفاعل وتتراكم مع بعضها تصاعديا لتدفع الطالب وبقبول من أسرته إما برضاها أو كأمر واقع إلى خروج الطالب من النظام التعليمي قبل الانتهاء من المرحلة التعليمية التي ابتدأ فيها.
تتفاوت حدة أسباب التسرب من حيث درجة تأثيرها على الطالب المتسرب، منها ما تكون أسباباً رئيسية لها تأثير قوي ومباشر وتلعب دوراً حاسماً في عملية التسرب، وبعضها الآخر يكون تأثيرها ثانوياً، وأسباب أخرى ليس لها أي تأثير يذكر. ومن جهة أخرى تلعب الأسر وأولياء أمور الطلبة المتسربين - في بعض الأحيان - دوراً رئيسياً ومباشراً في دفع أبنائهم إلى التسرب من مدارسهم. عن طريق إجبارهم على التسرب والخروج إلى سوق العمل، أو على الزواج المبكر، أو بسبب المشاكل الأسرية. وفي أحيان أخرى يكون لهم تأثير غير مباشر عبر عدم الاهتمام واللامبالاة والقلق الزائد على أبنائهم.. وغيرها. تصنف أسباب التسرب في ثلاثة مجالات رئيسية هي: أسباب تعود للطالب المتسرب وأسباب تعود للأسرة وأسباب تعود للمدرسة. لا يوجد فصل بين هذه المجالات وتتفاوت قوتها وفقاً للتأثير السلبي الذي تلعبه في حياة الطالب التربوية. وفيما يلي أهم أسباب التسرب:
أولا: أسباب تعود للطالب المتسرب نفسه:
1. تدني التحصيل الدراسي وصعوبات التعلم:
ويأتي تدني التحصيل الدراسي وصعوبات التعلم في المرتبة الأولى لأسباب تسرب الطلبة من المدارس من وجهة نظر المتسربين فقد ذكر 74% من المتسربين أن سبب تسربهم يعود لهذا السبب. ويعتقد 77.4% من أولياء الأمور أن تدني التحصيل كان سبباً لتسرب أبنائهم، ويلاحظ من نتائج الدراسة أن تدني التحصيل الدراسي لدى الذكور كان له التأثير الأقوى في تسربهم من المدرسة بالمقارنة مع الإناث.
2. عدم الاهتمام بالدراسة وانخفاض قيمة التعليم:
انخفاض قيمة التعليم عند الطلبة المتسربين كان السبب الثاني لتسربهم، فقد ذكر 72.8% من المتسربين أن سبب تسربهم هو عدم الاهتمام بالدراسة. ويعتقد 76.1% من أولياء الأمور أن عدم اهتمام أبنائهم كان سبباً لتسربهم، وعدم الاهتمام بالدراسة لدى الذكور كان أعلى من الإناث وله التأثير الأقوى في تسربهم من المدرسة بالمقارنة مع الإناث.
3. الزواج المبكر والخطوبة:
ويأتي في المرتبة الثالثة لأسباب تسرب الطلبة من المدارس باعتباره سبباً لتسرّبهم، وهو في المرتبة الأولى بالنسبة للإناث 69.2% من المتسربات كان الزواج المبكر السبب في تسربهن من المدارس. ويعتقد 56.6% من أولياء الأمور انه كان سببا لتسرب بناتهم.
4. الخروج إلى سوق العمل:
الخروج إلى سوق العمل لإعالة الأسرة كان السبب الأكثر تأثيراً لتسرب الذكور بعد سبب تدني تحصيلهم الدراسي لديهم. 77.1% من الطلبة الذكور أكدوا أن الخروج إلى سوق العمل كان السبب لتسربهم. في حين يعتبره 42.6% من أولياء الأمور سبباً لتسرب أبنائهم.
ثانياً: أسباب تعود للأسرة في تسرب أبنائهم:
1. سوء الوضع الاقتصادي للأسرة:
للأسرة دور كبير في دفع أبنائها إلى التسرب نتيجة لسوء أوضاعها الاقتصادية، فقد ذكر 67.5% من المتسربين أن سبب تسربهم سوء الوضع الاقتصادي للأسرة، ويؤكد 61.1% من أولياء الأمور أنه كان سبباً لتسرب أبنائهم.
2. العناية بأفراد الأسرة والمساعدة في أعمال المنزل:
تترك الطالبات المتسربات المدرسة للعناية بأفراد الأسرة وبخاصة إخوتهن الصغار والمساعدة في أعمال المنزل، حيث إن 40.1% من المتسربات كان سبب تسربهن العناية بأفراد الأسرة، ويؤكد على ذلك 47.3% من أولياء الأمور.
3. إجبار الأسرة للطالب على ترك الدراسة:
تجبر الأسرة أبناءها سواء الذكور منهم أو الإناث على ترك مدارسهم، وغالباً ما تجبر الذكور للعمل في سوق العمل والإناث لعدم اهتمام الأسرة بتعليم الإناث. حيث ذكر 40.2% من المتسربين ذكوراً وإناثاً أنهم أُجبروا على ترك مدارسهم، و45.2% من الإناث أُجبرن على ترك المدرسة و 34.8% من الذكور. وأكد على ذلك أولياء أمور، حيث إن 39.2% منهم أجبروا أبناءهم وبناتهم على ترك المدرسة.
4. عدم وجود شخص يساعد الطالب والطالبة على الدراسة داخل الأسرة:
عدم اهتمام الأسرة بمساعدة أبنائهم في تجاوز الصعوبات التعليمية التي تواجههم في المدرسة كان سبباً مهماً في تسرب أبنائهم. حيث إن 46.6% من الطلبة تسربوا بسبب عدم وجود أحد في الأسرة يساعدهم في الدراسة وكانت النسبة عند الذكور 53.3% والإناث 37.8%. ويؤكد 52.5% من أولياء أمور المتسربين على ذلك.
5. عدم اهتمام الأسرة بالتعليم:
انخفاض قيمة التعليم لدى أسر الطلبة المتسربين وعدم الاهتمام بالتعليم، كان له القدر الكبير من الأهمية في أسباب تسرب أبنائهم.
ذكر 39.3% من المتسربين أن سبب تسربهم يعود لهذا السبب. النسبة عند الذكور 37.7 والإناث 40.9%. ويؤكد 41.1% من أولياء الأمور ذلك.
ثالثاً: أسباب تعود للمدرسة:
1. النفور من المدرسة:
المدرسة ليست صديقة للمتسرب، فشعوره بالنفور منها لأي سبب كان مثل: عدم إحساسه بالانتماء إليها أو بسبب صعوبة مادة معينة لم يفلح في فهمها، وعدم توفر البيئة المريحة لديه لجذبه لاكمال دراسته، كلها أسباب طاردة للطالب من المدرسة. يلاحظ أن 63.6% من المتسربين كان سبب تسربهم يعود لنفورهم من المدرسة. نفور الذكور كان له الأثر الأقوى على تسربهم بالمقارنة مع الإناث. ويؤكد 68.1% من أولياء الأمور أن نفور أبنائهم من المدرسة سبب مهم في تسربهم.
2. استخدام العقاب المعنوي والبدني من قبل المعلمين بحق الطلبة:
استخدام العقاب المعنوي والبدني من قبل المعلمين للطلبة يعتبر من الأسباب المهمة في تسرب الطلبة من المدارس. حيث إن 62.3% من الطلبة المتسربين يعتقدون أن سبب تسربهم يعود إلى استخدام العقاب بشتى أشكاله بحقهم. وان العقاب كان له التأثير الأقوى على الذكور بالمقارنة مع الإناث. ويعتقد أيضا 63.6% من أولياء الأمور أن هذا السبب كان له دور في تسرب أبنائهم من المدرسة.
3. التمييز بين الطلبة:
التمييز بين الطلبة بشتى أشكاله الذي يمارسه الجهاز التعليمي في المدرسة بحق الطلبة، سواء التمييز على أساس المستوى التحصيلي أو على الأساس العشائري أو الاقتصادي أو التمييز على أساس الجنس أو في الأنشطة المدرسية. كلها أسباب أثرت على تسرب الطلبة من مدارسهم. 46% من الطلبة المتسربين اعتبروا ذلك سبباً لتسربهم. و 45.6% من أولياء الأمور يؤكدون ذلك.
4. عدم وجود مدرسة مهنية قريبة من السكن:
يمكن أن يكون التعليم المهني وسيلة للحد من تسرب الطلبة الذين لديهم صعوبات التعلم في الفرع الأكاديمي، لذا فإن وجود مدارس مهنيّة قريبة من أماكن سكن الطلبة يحد من هذه الظاهرة. يلاحظ أن 48.1% من المتسربين ما كان لهم أن يتسربوا لو وجدت مدارس مهنية قريبة من سكنهم. ويعزز هذا القول 47.2% من أولياء الأمور. كما أن عدم وجود مدارس مهنية قريبة، كان له التأثير الأقوى على تسرب الذكور بالمقارنة مع الإناث.
5. عدم وجود شخص في المدرسة يساعد الطالب على مواجهة المشاكل:
إن ضعف المرشدين التربويين في المدرسة الذين مهمتهم الأساسية مساعدة الطلبة في حل مشاكلهم سواء التربوية أو الاجتماعية، يعزّز من فرص تسرب الطلبة نتيجة تراكم مشاكلهم داخل المدرسة، دون أن يجدوا أي مساعدة لحلها، وعبّر عن ذلك 43.7% من المتسربين وأيدهم 51.5% من أولياء أمورهم.
رابعاً: قناعات الأسرة بالمدرسة لها علاقة بتسرب أبنائها:
1. التمييز بين الطلبة حسب وضع أسرهم المادي: يعتقد حوالي ثلث أولياء أمور الطلبة المتسربين 32.5% أن المدرسة تميز بين الطلبة وتميز في تعاملها مع أولياء الأمور حسب وضع الأسرة المادي.
2. طلبات المدرسة من الأسرة مرهقة ماديا: كما يعتقد 45.8% من أولياء أمور المتسربين أن طلبات المدرسة من الأسرة مرهقة مادياً لها، وأنهم غير قادرين على الإيفاء بها.
3. الأسرة تقوم بزيارات دورية إلى المدرسة: أكثر من نصف أولياء الأمور 52.5% لا يقومون بزيارات دورية للمدرسة. للإطلاع على أوضاع أبنائهم الدراسية وغير الدراسية.
أولاً: الإجراءات الوقائية للحد من ظاهرة التسرب:
ذكر المتسربون وأولياء أمورهم عدداً من الإجراءات الوقائية المدرسية والأسرية التي تساعد في الحد من ظاهرة التسرب من المدارس، وعدداً آخر من الإجراءات العلاجية التي تحل مشكلة المتسربين.
أولا: الإجراءات الوقائية المدرسية للحد من ظاهرة التسرب:
1. تفعيل دور المرشد التربوي في مساعدة الطلبة في حل مشكلاتهم التربوية وغير التربوية، بالتعاون مع الجهاز التعليمي في المدرسة والمجتمع المحلي وعلى الأخص أولياء أمور الطلبة.
2. العدالة في التعامل وعدم التمييز بين الطلبة داخل المدرسة.
3. منع العقاب بكل أنواعه في المدرسة (البدني والنفسي): بالرغم من أن وزارة التربية تمنع رسمياً العقاب بشتى أشكاله في المدارس كوسيلة ردع، إلا أن العقاب يمارس في المدارس من قبل الجهاز التعليمي. مما يتطلب وضع آليات مراقبة ومتابعة لضمان الالتزام التام بعدم استخدام أسلوب العقاب لحل مشاكل الطلبة. حيث يعتقد 53.2% من المتسربين و 52.3% من أولياء أمورهم أن منع العقاب في المدارس يعتبر إجراءً وقائياً مؤثراً للحد من ظاهرة التسرب.
4. توفير تعليم مهني قريب من السكن.
5. توفير تعليم تمكيني علاجي للطالب ذي صعوبات التعلم.
6. تفعيل قانون إلزامية التعليم في المرحلة الأساسية ووضع آليات للمتابعة والتنفيذ على مستوى المدرسة.
7. السماح للطلبة المتسربين بالالتحاق بالدراسة بغض النظر عن سنهم وفق شروط محددة وميسرة.
ثانياً: الإجراءات الوقائية الأسرية:
تلعب الوزارة ومؤسسات المجتمع المدني دوراً أساسياً على مستوى الأسرة للحد من ظاهرة التسرب من خلال تنظيم برامج توعية للأسرة بأهمية التعليم لأبنائهم من خلال ما يلي:
1. مساعدة الأسر الفقيرة مادياً لتغطية النفقات الدراسية وتوفير مستلزمات التعليم لأبنائها.
2. نشر الوعي وتثقيف الأسرة بقيمة التعليم وأهميته ومخاطر التسرب على أبنائهم.
3. إقناع الأسر بضرورة تهيئة الجو الأسري لأبنائهم من خلال توفير الوقت والمكان المناسبين للدراسة في المنزل.
4. مساعدة الأسرة لأبنائها في حل مشاكلهم الدراسية وصعوبات التعلم في المواد الدراسية.
5. عدم تكليف أبنائهم الطلبة بمهمات أسرية فوق طاقتهم، من خلال تفرّغهم وتوفير الوقت الكافي لهم للدراسة.
6. تفعيل الاتصال والتواصل بين الأسرة والمدرسة لمتابعة تطور أبنائهم والوقوف على المشاكل التي يواجهونها داخل المدرسة وخارجها والمساعدة في حلها.
7. مشاركة الأسرة بالأنشطة اللاصفية التي تنظمها المدرسة.
8. توعية الأسرة بمخاطر الزواج المبكر لبناتهم وتفعيل القوانين التي تمنع الزواج أقل من السن المحدد، كذلك مخاطر التمييز بين أبنائهم على أساس الجنس في مجال التعليم.
ثالثا:الإجراءات العلاجية للمتسربين:
مشكلة التسرب المدرسي هي مشكلة وطنية تتطلب أن تتضافر كافة الجهود لإيجاد حلول ناجعة للطلبة المتسربين. بالإضافة إلى الدور الذي تقوم به وزارة التربية في هذا المجال. المطلوب أيضاً من المؤسسات الرسمية وبالتحديد وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ومن مؤسسات المجتمع المدني أن تضع خطة عمل وطنية لإعادة تأهيل المتسربين الذين معظمهم ارتدّوا إلى الأمية من خلال ما يلي:
1. توسيع انتشار مراكز التعليم المهني في جميع محافظات الوطن وتقديم تسهيلات ومكافآت تشجيعية للطلبة الملتحقين بها.
2. تنويع برامج التعليم المهني لتواكب حاجات سوق العمل.
3. متابعة الخريجين من خلال توفير شكل من أشكال التواصل بينهم وبين المنتجين في سوق العمل لتسهيل توظيفهم وإعادة تأهيلهم مع الوظائف الجديدة التي يلتحقون بها.
4. وضع تشريعات وقوانين تحدد الحد الأدنى للأجور ووضع آلية للرقابة والتنفيذ لمنع استغلال الأيدي العاملة.
5. تشجيع القطاع الخاص الذي يدير المراكز الثقافية على تنويع برامجه لتواكب سوق العمل مع الإشراف على هذه المراكز من حيث برامجه التأهيلية التي تقدمها ومستواها وطريقة أدائها ومتابعة خريجيها…الخ.
6. توسيع انتشار مراكز محو الأمية للمتسربين الذين ارتدوا إلى الأمية وتوفير تعليم مهني يتناسب مع قدراتهم.
7. بحث عن التسرب المدرسي جاهز للطباعة


8.
تعد ظاهرة التسرب المدرسي من أصعب
المشاكل التي تعاني منها دول العالم بصفة عامة والدول العربية بصفة خاصة
لما لهذه الظاهرة من آثار سلبية تؤثر في تقدم المجتمع الواحد وتطوره وتقف
حجر صلب أمامه ،ولا سيما أنها تساهم بشكل كبير وأساسي في تفشي الأمية وعدم
اندماج الأفراد في التنمية ، بحيث يصبح المجتمع الواحد خليط من فئتين فئة
المتعلمين وفئة الأميين مما يؤدي إلي تأخر المجتمع عن المجتمعات الأخرى
وذلك نتيجة لصعوبة التوافق بين الفئتين في الأفكار والآراء فكلا يعمل حسب
شاكلته .

والهدف من هذا البحث وهو تعريف المتعلم
بظاهرة التسرب ،وأسبابها سواء كانت أسباب داخلية أو أسباب خارجة وكذلك
المقترحات التي وضعة للحد من هذه الظاهرة والآثار المترتبة عليها .

ومما دفعنا للاهتمام بهذا الموضوع يأتي نتيجة للاعتبارات التالية : -

الرغبة في الوقوف على أسباب التسرب المدرسي .

من حيث أنه موضوع تربوي يدخل في صلب العملية التعليمية إذ يساهم في إيقاف نزيف التدهور المعرفي لدى الناشئة.

من الناحية الاجتماعية يؤدي التسرب الدراسي إلى ارتباك في بنية المجتمع حيث يساهم في تفاقم ظاهرة البطالة.

الرغبة في الوقف على هذه الظاهرة التي لاحظناها أيام الدراسة .

تساؤلات البحث :-

1-) ما هو تعريف التسرب الدراسي ؟

2-) ما هي أسباب التسرب الدراسي ؟

3-) هل أسباب التسرب الدراسي أسباب داخلية أم خارجية أم الاثنين معا

4-) مـا هي المقترحات التي تقلل من ظاهرة التسرب المدرسي

5-) ما هي الآثار السلبية المترتبة على ظاهرة التسرب ؟



تعريف التسرب:

التسرب هو الانقطاع عن المدرسة قبل إتمامها لأي سبب (باستثناء الوفاة) وعدم الالتحاق بأي مدرسة أخرى.

لقد أثار تفشي هذه الظاهرة قلق
الكثير من المربين والمثقفين والسياسيين ولقد أولت الكثير من الحكومات هذه
المشكلة اهتماماً خاصاً من أجل دراسة هذه الظاهرة التي تؤثر سلباً ليس على
المتسربين فقط بل على المجتمع ككل لأن التسرب يؤدي إلى زيادة تكلفة التعليم
ويزيد من معدل البطالة وانتشار الجهل والفقر وغير ذلك من المشاكل
الاجتماعية والاقتصادية.

المراد بالتسرب الدراسي: إن الانقطاع
المبكر عن الدراسة معضلة، وبمفهومها اللغوي الامتناع والرفض والعزوف عن
الدراسة في وقت ما زال فيه التلميذ له الحق في متابعة تعليمه، ومن جهة أخرى
العزوف الكلي أو عدم الالتحاق بالمؤسسة التعليمية لأسباب ذاتية أو موضوعية
مرتبطة بالمستهدف/ التلميذ أو بمحيطه رغم إلحاح الإدارة على جلبه لتكميل
تعليمه ومواكبة برامج وزارة التربية الوطنية، ولا نقصد هنا بالانقطاع
المبكر ذلك الفعل الجماعي أو الفردي الذي تعاني منه العديد من المؤسسات
التعليمية بالمنطقة القروية والذي تكون الغاية منه الهروب المبكر من
المدرسة وفي غير وقت قانوني ، فإن ظاهرة الانقطاع المبكر اشتدت واستفحلت
مما يفرض طرح مجموعة من الأسئلة المشروعــة : فهل الانقطاع ناتج عن ضعف الرغبة
في التعلم، أم ضعف المستوى؟ هل له علاقة بقلة المراقبة أو انعدامها من طرف
الآباء؟ أم أن الظاهرة مرتبطة بالفقر وبعد المؤسسة عن المستهدف، أم هي
الحاجيات التي يفرضها الوسط القروي، على الآباء الذين يعطون أسبقية لموسم
الحصاد وجني الشمندر ورعي الأغنام والأبقار؟

هناك من يتجاوز كل هذه الأسئلة ليؤكد
أن العزوف عن الدراسة والانقطاع المبكر وعدم الرغبة في متابعة الدراسة هو
نتيجة لمرحلة المراهقة حيث يميل المراهق للمجازفة والمخاطرة إلى درجة
التهور، وتتسم تصرفاتهم باللامبالاة وغياب الشعور بالمسؤولية و اللاواقعية،
وعدم إدراك الأخطار التي قد تترتب على سلوكهم ويتجلى ذلك من خلال ما يصدر
عن بعض المراهقين خارج منزل الأسرة لاسيما في الشوارع من سلوكيات يغلب
عليها طابع الاندفاع وعدم التروي، وأحيانا الخروج عن الآداب العامة وعن ما
هو متعارف عليه من تقاليد وقيم أخلاقية واجتماعية (1)، ولا نرى أن مرحلة
المراهقة عامل واحد ووحيد في تفشي الظاهرة بقدر ما نؤكد أن الإشكال أكبر
مما نتصور، فهو تتداخل فيه عوامل متعددة سنحاول جاهدين حصر بعضها.

وإننا لا نقصد بالانقطاع المبكر الفشل
الدراسي ((Echec scolaire فكما هو معلوم عرف موضوع الفشل الدراسي عدة
تعريفات وتسميات نذكر منها: ـ التخلف الدراسي ـ المتخلف دراسيا ـ التخلف
الناتج عن التكرار (2)، وقد حدد عبد الدائم هذا المفهوم في "الانقطاع
النهائي عن المدرسة لسبب من الأسباب، قبل نهاية السنة الأخيرة من المرحلة
التعليمية التي سجل فيها التلميذ". والانقطاع الدراسي (Abondon scolaire)
هو توقف متابعة الدراسة من طرف المتعلم، وقد يكون هذا التوقف قبل نهاية
مرحلة من مراحل التعليم، وللتسرب أو الانقطاع الدراسي عدة أسباب وعوامل
منها: ـ الانقطاع عن رغبة وطواعية ـ الانقطاع لظروف أسرية ـ الانقطاع بقرار
من المؤسسة وسنركز بالأساس على نزعة التغيب المدرسي (Absentéisme
scolaire) وهو ميل إلى التغيب الإرادي عن المدرسة والذي يرجع لأسباب
اجتماعية أو نفسية أو إدارية : ـ اجتماعية مثل ضعف مستوى الأسرة ـ نفسية
مثل الإحساس بإحباط أو انعزال ـ إدارية: موقف الوسط الإداري وتعامله (3).

أسباب التسرب :

هناك عوامل كثيرة تتسبب في انقطاع
الطالب عن المدرسة وبعض هذه الأسباب متـداخلة إذ إنـه لا يمكن أن نجـزم
بأن هـذا الطالب ترك المدرســة لسبب بعينه دون الأسباب أو المؤثرات الأخرى
التي ساهمـت فـي انقطاعـه عــن المدرسـة.

فمثلاً قد يترك الطالب المدرسة
لشعوره بأنه أكبر سناً من زملائه على الرغم من أنه لم يرسب أو يعيد أي سنة
أما سبب تأخره الدراسي فيعود إلى أمية والـده الـذي لم يلتحق بالمدرسـة فـي
حياتـه ، ولـذا فهـو لـم يلحق ابــنه بالمدرسة إلا في سن متأخرة بعد أن
أصبح عمره 8 سنوات. وهنا لا يـكون السبب المباشر في مغادرة هذا الطالب
للمدرسة لأنه أكبر عمراً من زملائه بل السبب الحقيقـي هـو تأخـر دخوله
المدرسة بسبب جهـل أو إهمـال والده وهذا بالطبع يؤثـر علـى نفسيـته لـشعوره
بأنـه أكبر زملائه في الفصل وأن أترابه قد سبـقوه ويتسبب ذلك فـي إصابتـه
بالإحباط الأمـــر الذي يؤدي في النهاية لانقطاعه عن المدرسة.

وبعــد فليس هذا هــو السبب الوحيد بـل
قد يتسرب الطــلاب لأسباب كثيرة ومختلفــة وقد ركــزت معظـم البحوث
والدراسات خلال السنوات الماضية على الأسباب التاليــة : -

أولاً: المنهج الدراسي:

1- طول المنهج.

2- كثرة المواد المقررة وصعوبتها.

3- عدم ارتباط المنهج ببيئة الطالب.

4- عدم تلبية احتياجات الطلاب ومراعاة ميولهم الشخصية.

ثانياُ: طرق التدريس:

1- عدم استعمال الوسائل التعليمية التي تجذب الطلاب.

2- اقتصار بعض المعلمين على طريقة تدريس واحدة تفتقر لعنصر التشويق.

3- يعتمد بعض المعلمين على طرق تدريس مملة لا تجذب الطلاب.

4- عدم التزام بعض المعلمين بالخطة الدراسية.



ثالثاً: المعلم:

1- قلة خبرة بعض المعلمين.

2- عدم مراعاة الفروق الفردية للطالب من قبل بعض المعلمين.

3- عدم قدرة بعض المعلمين على فهم مشاكل الطلاب التعليمية والتعامل معها

بطريقة صحيحة.

4- استعمال الشدة على الطلاب من قبل بعض المعلمين مما يسبب تنفيرهم من

الدراسة.

رابعاً: الطالب:

1- بعض الطلاب قدراتهم محدودة.

2- البعض من الطلاب ليس عنده الاستعداد للتعلم.

3- عدم المبالاة بأعمال المدرسة وأنظمتها.

4- الانشغال بأعمال أخرى خارج المدرسة.

5- الرسوب المتكرر للطالب.

6- كثرة المغريات في هذا العصر والتي تشد الطالب وتجذبه إليها.

خامساً: المرشد الطلابي:

1- عدم المتابعة الدقيقة من المرشد الطلابي.

2- القصور في العمل الإرشادي والتوجيه.

3- ضعف التنسيق بين المرشد الطلابي وإدارة المدرسة والمنزل.

4- ضعف إعداد وتأهيل بعض المرشدين الطلابيين.

سادساً: المدرسة:

المدرسة: إن المدرسة تسعى إلى تكوين
وتنمية شخصية المتعلم فكريا، ووجدانيا وجسديا وذلك عن طريق ما يتلقاه من
علوم ومعارف ومهارات متنوعة، مما يعطيه قــــوة جسدية وقدرات فكرية وتوازنا
عاطفيا وجدانيا يمكنه من أداء دوره الاجتماعي ووظيفته في الحياة.. والمدرسة
لا تنجح في أداء وظيفتها إلا إذا جمعت بين عمليتي التربية والتعليم" إن
دمج المراهق في الوسط المدرسي الجديد الذي ينخرط فيه، يستدعي منه ابتكار
أساليب جديدة من التكيف قد تختلف عن الأساليب التي كان يواجه بها مختلف
مواقف المؤسسات التي كان ينتمي إليها(4 ) فما الذي تتيحه المؤسسة المدرسية
للمراهق؟ إنها تتيح له فرص التدرب على الاستقلال الذاتي، وفرص الاحتكاك
بالمشاكل المختلفة داخل الفصل الدراسي وبناء الهوية الذاتية والهوية
الثقافية، وبناء نسقه الفكري.

كل هذه المعطيات واكتساب المهارات
والقدرات تساهم في بناء شخصيته في مختلف جوانبها الجسمية والنفسية
والاجتماعية والأخلاقية(5) وهكذا تصبح وظيفة المدرسة ليس التعليم فقط بل
التربية بمفهومها الشامل، فهي مجال نفسي اجتماعي، مجال لتأثر المتعلم بسلوك
الآخرين وتأثيره فيهم.

وحتى ينشأ الطفل نشأة سليمة صحيحة ولا
يحس تناقضا بين المدرسة والأسرة يجب أن يكون هناك تقارب وتوازن بين
البيئتين، ولعل هذا التباعد بين المدرسة ومحيطها بالمجال القروي يعتبر من
أهم الأسباب المؤدية إلى العزوف عن الدراسة بل الانقطاع عنها كلية، إن غياب
الشروط الكفيلة بإحداث التوازن "تجعل المدرسة المشيدة في نقطة الوسط عن
الكل، أي أنها على المستوى النظري تنتمي للجميع، ولكنها على مستوى الواقع
لا تنتمي لأية جهة، إذ لا أحد يشعر بمسؤولياته إزاءها... إنها حلقة مفرغة،
والنتيجة هي أن المدرسة تبقى بعيدة بالنسبة للكل... إن جل الدراسات والبحوث
تميل إلى التأكيد على أن المدرسة عبر نظامها وبنيتها ومقرراتها تمرر
النموذج الأسري ويمكن توضيح هذا من خلال: توقيت العمل، ووتيرته داخل
الأسرة في البادية ومدرستها،والكتاب المدرسي الذي يتواصل برومانسية مع
الواقع القروي(6).

ولعل فتور العلاقة بين المدرسة ومحيطها
هو الذي أدى إلى فتور علاقة الأسرة القروية بالمدرسة إذ يلاحظ عزوف الأسرة
عن تمدرس أبنائها وخاصة بناتها .والمؤسف حقا أن العزوف عن التمدرس تصاحبه
هجرة الإناث عن القرى نحو المدن مما يتيح في نهاية المطاف هذا التساؤل: هل
قريتنا أصبحت فضاء ذكوريا بامتياز (7) ولعل الأمر يفرض شراكه بين المدرسة
والأسرة في العالم القروي لتجاوز العقبات.

إلى جانب ما ذكر بخصوص البيئة المدرسية
تجب الإشارة إلى نقطة أخرى في هذا المجال وهي طرق وأساليب التعليم ثم
مضامينه ومحتوياته فالتعليم يجب أن يسعى إلى إعداد المتعلم للحياة وليس إلى
تلقينه مجموعة من المعارف والمعلومات النظرية البعيدة عن محيطه وبيئته
وحياته، وأن تحدث مراقبا تربويا نفسيا يقوم بدراسة الحالات الاجتماعية
والنفسية للتلاميذ قصد اقتراح الحلول، ونقول مع المصلح الاجتماعي السويسري
بستا لوتزي" ليس الهدف الأسمى من التربية الوصول إلى درجة الكمال في
الأعمال المدرسية ولكن الصلاحية للحياة" كما يجب تحسيس الآباء وتحميلهم
مسؤولياتهم تجاه أبنائهم وتطبيق تعاليم الإسلام الحنيف لرسم الطرق والمناهج
والسبل الكفيلة لتنشئة الطفل تنشئة سليمة صالحة، ولن يتحقق لنا ذلك إلا
بتطبيق المحددات التربوية التي حددها المصطفى عليه السلام حيث قال "لاعبه
سبعا وأدبه سبعا وصاحبه سبعا ثم اترك حبله على غاربــــه". وهنا أيضا عدة
أسباب عيرها هي :-

1- بعد المدرسة عن مكان إقامة الطلاب.

2- قلة المدارس في منطقة سكن الطالب.

3- عدم توفر المواصلات.

4- عدم تكيف الطالب مع جو المدرسة لأمر ما وبالتالي ينقطع عنها.



سابعاً: الامتحانات:

صعوبة بعض الامتحانات ينتج عنه الرسوب المتكرر للطالب وبالتالي ترك المدرسة.

ثامناً: العلاقة بن المنزل والمدرسة:

1- ضعف العلاقة بين المنزل والمدرسة.

2- عدم متابعة بعض أولياء الأمور لأبنائهم.

3- عدم حضور أولياء الأمور إلى مجالس الآباء لمتابعة أبنائهم.

4- عدم تواجد الأب في المنزل باستمرار والحرج من مخاطبة والدة الطالب.

تاسعاً: أسباب عائلية:

قبل أن نتطرق إلى الأسباب
العائلية لا بد من تعريف الأسرة: إنها أول محيط اجتماعي يحتك به الطفل،
وهي ـ كما يقرر علماء التربية ـ العامل الأساسي في بناء مستقبل سليم للطفل
وتحقيق سعادته، ذلك أن البيئة الأسرية بكل ظروفها وأحوالها ومشاكلها
وعلاقات أفرادها تؤثر في شخصية الطفل المستقبلية سلبا أو إيجابا، حيث أن
تماسك الأسرة واستقرارها ماديا ومعنويا، وارتباط أفرادها بعضهم ببعض من
شأنه أن يساعد على نشأة الطفل نشأة هادئة، فالطفل أو المراهق يتأثر بكل
الذين يحيطون به ويعتبرهم مثلا يحاكيهم ويتأثر بطبيعة العلاقات بين أفراد
الأسرة: العلاقة بين الوالدين، والعلاقة بين الأخوة والعلاقة بالمحيط.

1- اعتقاد بعض أولياء الأمور أن التربية والتعليم هو من اختصاص المدرسة فقط.

2- انشغال الأسرة وعدم متابعة دراسة ابنهم لمعرفة أدائه الدراسي.

3- مشاكل وظروف عائلية أخرى كالطلاق مثلاً.

وهناك جملة من الأسباب الأخرى لظاهرة التسرب المدرسي يمكن تقسيمها إلى أسباب داخلية ,أسباب خارجية .

من الأسباب الداخلية :-

1 ـ المظاهر السكانية: إن من المظاهر
السكانية في دولة الإمارات الهجرة الخارجية غير العربية, مما سبب زيادة
سكانية استطاعت أن تؤثر على التجارة والصناعة عامة, وثقافيا واجتماعيا
خاصة, ومن آثرها تربويا وجود فجوة بين البناء القيمي المتعارف عليه بين
الآباء والأبناء, والتحصيل الدراسي ومن ثم التسرب.

2 ـ اكتشاف النفط: فقد أدى اكتشاف
النفط إلي حدوث تغيرات عديدة, منها الزيادة الطبيعية في نسبة السكان وذلك
نتيجة زيادة المواليد وانخفاض الوفيات. مما أدى على المدى البعيد إلى أن
اصبح مجموع الأفراد في المنزل الواحد يصل من 8 إلى 12 فردا دون الحفاظ على
مستوى الدخل الكافي فأصبح الجو المنزلي تكثر فيه الخلافات لعدم استطاعة سد
الحاجات المدرسية الضرورية, فالانخفاض في دخل الأسرة يؤدي إلى اضطراب
الطالب والبحث عن عمل, مما يعجزه عن متابعة الدراسة ثم تسربه.

3 ـ الجو المدرسي: أن الضعف في إدارة
المدرسة قد يؤدي إلى استهتار الطالب ولعبه وعدم اهتمامه بمتابعة دروسه, كما
أن رفاق السوء لهم تأثير واضح على سلوك الطالب داخل المدرسة مما يفوت عليه
كثيرا من الدروس بالمدرسة, ويؤدي بالتالي إلى فشله. ناهيك عن ذاتية التعلم
في الطالب نفسه, وضعف المدرس علميا وثقافيا وأخلاقيا, وعدم ملاءمة المنهج
والامتحانات وازدحام الفصول, كل هذه العوامل تساعد على التسرب.

4 ـ نقص المعلومات: إن كثيرا من الأسر
تمتنع عن تقديم معلومات دقيقة حول حالة الطالب وتصرفاته, مما يؤدي إلى ضعف
تحصيله الدراسي وتكرار الرسوب ثم التسرب في النهاية.

5 ـ تعدد الزوجات: أن زواج الأب لأكثر
من واحدة أحياناً يخلق خلافات عائلية, تؤدي إلى تفكك أسري والى عدم
الاستقرار لدى الطالب, نتيجة تعاطف الأب مع البيت الأول أو البيت الثاني أو
البيت الثالث, فيصبح الطالب مشتت الأفكار شارد الذهن, مما يؤدي إلى تسربه.


6 ـ الطلاق: إن الطلاق له أثره السيئ
والخطير في بنية المجتمع, وفي تشتيت الأبناء, وتشردهم النفسي بين الأبوين, و
المنعكسات الخطيرة لهذا التشرد تؤدي إلى ضعف التحصيل الدراسي ثم التسرب.

7 ـ التقليد: إن ظاهرة التقليد خطيرة
جداً, فكثير من الطلاب تركوا المقاعد الدراسية نتيجة الإهمال واللامبالاة,
وانخرطوا في العمل دون وعي, مما أدى على المدى البعيد إلى تحريض زملائهم
على التسرب من المدرسة ثم العمل معهم.

8 ـ الزواج من أجنبيات: تترتب على
الزواج من أجنبيات آثار اجتماعية وثقافية مختلفة, منها تأثير ثقافة الأم
على الطالب وتأثر الطالب بلغة الأم واعتماد لغتها في التحدث سواء في المنزل
أو المدرسة أو الشارع, مما أفقده روح التعليم ومن ثم التسرب.

@الأسباب الخارجية: أما الأسباب التي تنتج عن عوامل خارجية, فيمكن اختصارها فيما يلي:

1 ـ التقدم في المواصلات والاتصالات:
إن هذا التقدم بلا شك يؤثر على نقل الثقافات من قريب أو بعيد, وبالتالي
تشكل خطراً على النسق الثقافي والاجتماعي والقيمي في البلاد. فعلى سبيل
المثال لا الحصر نظام (الإنترنت) يتم استخدامه من جانب الشباب بصورة خاطئة
وخاصة المعلومات التي تشرد ذهن الطالب, مما يكون لديه روح نبذ وكره التعليم
ثم التسرب.

2 ـ الاحتكاك مع المجتمعات الأخرى: لقد
كان من أثر احتكاك أبناء الإمارات بالمجتمعات الأخرى, سواء عن طريق
(الأسفار) للتجارة أو للنزهة إلى الهند وأفريقيا وبريطانيا وأمريكا أو
العمل في دول الخليج, جلب ثقافة تلك المجتمعات وانتشارها بين أبناء الدولة
مما يؤدي إلى وجود فروق بين الثقافة التقليدية والمنبثقة التي تساعد
الأبناء على التسرب.

3 ـ التسلل والتجار المتجولون: نظراً
لسوء وعي بعض أبناء البلاد, ظهرت فئة من الأفراد تتعامل مع المتسللين
والمتجولين الذين يدعون العلم والمعرفة (تجار الشنطة الثقافية) بتعاطف
شديد, ما أثر على ثقافة أولئك الأفراد وأبنائهم ثم وصل إلى حد التسرب.

4 ـ القنوات الفضائية: شهد مطلع
التسعينات تزايداً في القنوات الفضائية التلفزيونية الدولية العابرة للحدود
عبر الفضاء, وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياة الفرد, وعلى هذا يشكل وصول هذه
القنوات حدثاً اجتماعياً كبيراً قاد إلى تأثيرات واسعة النطاق على الأصعدة
السياسية والاجتماعية والنفسية والثقافية. وكان التسرب نتيجة تلك
التأثيرات. تلك كانت بعض الأسباب الداخلية والخارجية التي أثرت وفرضت على
شباب الدولة تسربهم من الدراسة, وخاصة في المرحلة الإعدادية.

الآثار المترتبة هناك العديد من الاثار
السلبية التي تترتب على التسرب الدراسي, سواء بالنسبة للطالب المتسرب
نفسه, أو بالنسبة إلى المجتمع ككل ومن هذه الآثار:

1 ـ إن الطالب المتسرب أصبح ظاهرة بحكم
الملاحظة في المرحلة الإعدادية (أول إعدادي وثاني إعدادي وثالث إعدادي),
وأصبح يشكل فاقداً للجهد والمال.

2 ـ إن الطالب المتسرب في هذه المرحلة
هو شبه أمي وغالباً يكون نجاحه في الدور الثاني أو متكرر الرسوب, إذ انه
انصب تفكيره على العمل, وبالذات العمل العسكري مثل الشرطة والجيش اللذين
سرعان ما يهرب منهما.

3 ـ إن أغلبية الطلبة المتسربين, يبقون بدون علم مدة طويلة, فيصبحون عبئا كبيراً على أسرهم وأقربائهم وأصدقائهم والمجتمع.

4 ـ يفقد الطالب المتسرب كثيراً من الأمور مثل المستوى الصحي والعقلي والبدني.

5ـ يتكون لدى الطالب المتسرب شعور عدم الانتماء وخاصة لوطنه, نتيجة الفشل المتكرر.

6ـ يظل الطالب المتسرب على بعد تام من القيم الاجتماعية والأخلاقية والدينية.

7ـ شعور الطالب المتسرب دائما بالقلق والانطواء والنقص والعجز والعزلة نتيجة الحرمان من أمور كثيرة.

8ـ الشعور دائما بالتشاؤم من الحياة والارتياب في معظم أوقاتها.

9ـ شعور الطالب المتسرب دائما بتزاحم الأفكار المزعجة والتردد الشاذ والتشكك.

10ـ يتعرض الطالب المتسرب لكثير من
الأمراض وخاصة فقر الدم. برامج علاجية للحد من هذه المشكلة التي تهدد
المجتمع في اعز ثرواته, الثروة البشرية, لابد من اتخاذ إجراءات عملية, ووضع
خطط منهجية لتلافي هذه المشكلة والوصول إلى حلول شافية لها.



اقتراحات للحد من ظاهرة التسرب :-

1ـ تشكيل مجالس من أعيان المدينة أو
القرية أو الحي لمتابعة الطلاب المتأخرين والمتخلفين دراسيا والمتهورين,
وربط هذه المجالس مع المنطقة التعليمية والمدرسة حتى تكون هناك صلة بين
الجميع للحد من مشكلة التسرب.

2ـ بث برامج توعية للشباب تنمي لديهم
الاتجاهات الإسلامية والحفاظ على قيمها, حتى تكون بمثابة درع واقية من
التيارات الثقافية الوافدة والعادات والسلوكيات غير المرغوب فيها.

3ـ العمل على توعية الآباء في كيفية
معاملة الأبناء من خلال وسائل الإعلام المختلفة, وخاصة البرامج التلفزيونية
واطلاعهم على التقنيات الجديدة الخاصة بعملية التربية والتعليم حتى يتسنى
لهم هضم كل جديد حولهم, خصوصا الذين يسكنون الأماكن الريفية.

4ـ وضع خطة من الأداة المدرسية في كل
مدرسة, لجرد الطلبة الذين يحتاجون للمهارات الإضافية ووضع دروس تقوية لهم
ليس على مستوى المادة الدراسية فقط, بل على مستوى التثقيف الاجتماعي.

5ـ إقامة الندوات والمحاضرات التثقيفية
لأولياء أمور الطلبة المتدنية مستوياتهم في بداية كل عام دراسي جديد, حتى
يكون هناك احتواء لمشكلة التسرب من بدايتها, وذلك بواسطة جمعيات المعلمين
المنتشرة في الدولة.

6ـ حث الجمعيات والمنظمات النسائية على
اتباع المنهجية المناسبة فيما يتعلق بكل جديد وإيصاله إلى حياة المرأة بما
يناسب ثقافتها وسلوكها وتصرفاتها.

7ـ وضع لجنة مختصة في دراسة مشكلات
ومتطلبات المراهقين أثرها على جوانب الحياة كافة, ووضع الحلول المناسبة لها
مرتبطة مع الأسرة والمدرسة.

8ـ وضع دراسات وحلول وضوابط حول اثر القنوات الفضائية والإنترنت ووسائل التكنولوجيا الأخرى.

9ـ وضع دراسات وحلول للمشكلات التي تعانيها الفتاة, وخاصة المشكلات العائلية.

10ـ تشجيع الطلاب المتدنية مستوياتهم
للدخول في المعاهد الفنية والمراكز التدريبية التابعة لوزارة التربية, وذلك
لاعادة تشكيل شخصية الطالب من جديد. وفي الختام, إن كل ما نحتاج إليه بعد
طرحنا للحلول أمران رئيسيان: أولهما, تنفيذ تلك الحلول وفق منهجية واضحة
حول الموضوع, وثانيهما, وضع برنامج زمني يراعي الالتزام والتقيد به لكي لا
تبقى المشكلة مجمدة على الرف.

التوصيات التربوية:

على الرغم من العديد من الدراسات
والجهود الكثيرة التي بذلت من أجــــل فهم ظاهرة التسرب وإيجاد الحلول
المناسبة لها إلا أن هذه المشكلة لا تزال قائمة في كثير من بلاد العالم
وحتى يومنا هذا لم يصل الباحثون إلى حــــل جذري لهذه المشكلة لكن هناك
العديد من التوصيات الجيدة والمفيدة والتــي اقترحها الباحثون من أجل تخفيف
حدة الهدر الناتج عن التسرب.

وأهم هذه التوصيات ما يلي:

1- القيام بدراسات من حين لآخر لتوفير قاعدة معلومات إحصائيـــة عـــن نسب وأسباب التسرب من التعليم.

2- إجراء دراسة من أجل تقييم المواد المقررة ونظام الاختبارات لتحديــــد مدى مناسبتها لقدرات ومستوى الطلاب.

3- إيجاد آلية للتعرف على الطلاب
المعرضين لخطر التسرب ولتشجيعهم ورفع معنوياتهم وبذل كل جهد لمساعدتهم
بالبقاء في المدرســــة وإتمـــــام تعــليمهم.

4- تشجيع الطلاب المتسربين للعودة إلى المدرسة وإيجاد حوافز للذيــــــن يعودون ويتمون دراستهم.

5- السعي لتطبيق نظام يجعل التعليم إلزامياً حتى المـــــرحلة الثانويــــــة.

6- على المعلم والمرشد الطلابي وولي
الأمر تنبيه الطـــالب بالعقــــوبات الوخيمة المترتبة على انقطاعه عن
المدرسة ومنها قلة الفـــرص الوظيفية وانحصار الوظائف المتاحة على الوظائف
الدنيا ذات المردود المــــــــالي المنخفض والذي يؤدي بالتالي إلى تدني
مستوى معيشة الفـــرد وأسـرتـــه وأيضاً يجب تذكير الطلاب بأن الذي يغادر
المدرسة قبل إتمام تعليمه فـإن أحد أبنائه غالباً ما يتبع خطاه ويترك
المدرسة كما أشارت إلى ذلك بعـض البحوث.

7- المتابعة الدقيقة من قبل المرشد
الطلابي والاتصال بولي أمر الطالــب للتشاور وتبادل الآراء والمعلومات حول
مستــوى الطالب والمصاعــــب التعليمية التي تواجه الطالب من أجل المساعدة
في حلها.

8- مساعدة الطلاب الذين يعانون من ضعف
التحصيل العلمي أو صعوبة في بعض المواد وإيجاد فصول تقوية مسائية يحضرها
أولياء الأمور مـن أجل تشجيع ورفع معنويات أبنائهم الطلاب.

9- تطوير العلاقة بين المنزل والمدرسة واستعمال جميع قنوات الاتصال من أجل توثيق العلاقة لتحقيق الأهداف المعنوية المنشودة.

10- توعية أولياء الأمور بأهمية اتصالهم بالمدرسة ومواصلة الزيارات للتعرف على أحوال ومستوى تحصيل أبنائهم الطلاب.

11- تفعيل دور المنزل من أجل تحفيز
الطالب وترغيبه فـــي المدرســـة والتعاون مع منسوبي المدرسة وخاصة المرشد
الطلابي لحل المشاكل الشخصية والصعوبات التعليمية التي قد تواجه الطالب.

12- على المرشد الطلابي فتح ملف خاص
بكل طالب يتصف بأي من الصفات والخصائص التي إلى أنه عرضة لترك المدرسة على
أن يقوم المرشد بتحديد وتدوين المشاكل الدراسية والشخصية والاجتماعية التي
يعاني منها الطالب فيصبح هذا الملف بمثابة المرجع الذي يتم من خلاله متابعة
حالة الطالب الدراسية و ملاحظة التغيرات السلوكية ويتم مناقشة تلك
التغيرات والتطورات مباشرة مع ولي أمره من أجل العمل معاً لحل المشاكل التي
قد تواجه الطالب وحثه على البقاء في المدرسة لإتمام تعليمه لأن ذلك يعود
بالنفع عليه في الحاضر والمستقبل.







المراجــــــــــــــــع

1 ـ انظر التنشئة الاجتماعية للطفل د. محمد عباس نور الدين ـ المعرفة للجميع 1.

2 ـ معجم علوم التربية مصطلحات البيداغوجية والديداكتيك ـ علوم التربية 10 - 9 ص 81.

3 ـ نفس المرجع ص 7.

4 ـ المراهق والعلاقات المدرسية د. أحمد أوزي ص 93.

5 ـ نفس المرجع ص 96 بتصرف شديد

6 ـ انظر سلسلة التكوين التربوي مرجع سابق ص 50 - 49 بتصرف.

7 ـ نفس المرجع ص 52 – 51 .

8- الإنترنت .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ظاهرة التسرب من المدارس الأسباب والإجراءات الوقائية والعلاجية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» معوقات الابداع لدى طلبة المدارس ..د. حسن عيسى
» السلوك العدواني لدى طلاب المدارس وكيفية مواجهته
» السلوك العدواني لدى طلاب المدارس وكيفية مواجهته
» السلوك العدواني لدى طلاب المدارس وكيفية مواجهته
» انتهى فصل الصيف وحان موعد دخول المدارس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الساقية الحمراء التعليمية :: الإشراف التربوي-
انتقل الى: