دور المفتش التربوي في تطوير المنظومة التربوية التعليميىة
يلعب التفتيش التربوي دورا طلائعيا في إصلاح المنظومة التعليمية التعلمية ببلادنا، وتجويدها والدفع بها إلى مدارج الرقي والجودة. فهو دعامة لكل إصلاح تربوي وأساس لكل مشروع بيداغوجي، فلا مناص من تعزيز دور المفتش التربوي وتزويده بكل الآليات، وتحفيزه، وتثمين كل أعماله وبحوثه، وتبويئه المكانة المتميزة التي يستحقها كإطار تربوي هام بوزارة التربية الوطنية، حتى يؤدي رسالته النبيلة ومهامه التربوية الجسيمة على أحسن وجه، وفي ملابسات وظروف جيدة.
وسأتطرق إلى مهامه الإشرافية وأدواره المتميزة.
– إنه مشرف تربوي، يقوم بالمراقبة التربوية، التي تكتسي عملية التتبع المستمر لعمل المدرسين والمدرسات داخل الفصول الدراسية، وتقويم أدائهم التعليمي التربوي، ومدى تطبيقهم للمناهج الدراسية والتوجيهات الرسمية التي تنص عليها الوزارة الوصية، وكذا ملاحظة نشاط المدرس وسلوكه وتفاعله وتواصله مع المتعلمين.
– إنه منشط تربوي، يقوم بدورات تكوينية في إطار التكوينات المستمرة لفائدة المدرسين والمدرسات، بغية مواكبة المستجدات التربوية والبيداغوجية ببلادنا، ثم حث المدرسين والمدرسات على البحوث الميدانية، ومسايرة كل ما جد في المنظومة التعليمية التعلمية، المستقاة من التجارب الميدانية.
– إنه باحث تربوي، يستخدم تقنيات مناهج البحث العلمي التربوي من أجل معالجة مواضيع وظواهر تعليمية حية تقوم على اعتماد الأسلوب العلمي التجريبي. فمعالجة أي بحث تربوي تستدعي الإلمام بمناهج البحث العلمي، من تحديد للمشكلة، وأهمية البحث والفرضيات والعينات وأدوات البحث العلمي، وتقديم نتائج الاستبيان والتحقق من صحة الفرضيات والاستنتاجات والاقتراحات.
إن أهمية البحوث العلمية والتربوية تكمن في تطوير العمل التربوي والأداء المهني للمدرسين والمدرسات، وتجويد الطرائق التربوية والبيداغوجية والوسائل الديداكتيكية المعنية والكتب المدرسية.
إن المشكلات التربوية لا يمكن حلها بالخطابات الرنانة والمحاضرات، والندوات، بل تستدعي تفعيل أساليب البحث العلمي والتربوي من أجل تحديد النتائج المتوخاة، فالبحوث العلمية التربوية هي أساس ودعامة كل تطوير وتجويد للجهاز التعليمي التعلمي ببلادنا.
ولقد عرف التفتيش التربوي تطورا هاما وفاعلا في تطوير الأداء المهني للمدرسين وفي تطوير المنظومة التعليمية التعلمية. فالمفتش التربوي قديما، كان يمارس سلوكات تتسم بالسلطوية والاستعلاء والتفرد بالقرارات التربوية، وكذا كان يقوم بزيارات فجائية مباغثة للمدرسين هدفها تصيد الأخطاء وكشف التعثرات والهفوات لدى الأساتذة، وهذا النموذج مردود، لأن عملية الإشراف التربوي تستدعي طابعا شموليا، فاعلا وبناء، يسعى إلى مساعدة المدرسين والمدرسات، ومناقشتهم من أجل تدليل الصعوبات التعليمية والميدانية، وكذا يتواصل معهم إيجابيا من أجل مصلحة المتعلمين، لأنهم محور العملية التعليمية التعلمية، ثم يصغي إلى اقتراحاتهم، ويفيدهم بتجاربه الميدانية وتكوينه الأساس,
أجل لقد تجاوز التفتيش التربوي طابعه القديم الذي كان يتسم بالسلطوية والاستعلاء، إلى جانب إيجابي يتسم بشمولية الإشراف التربوي وعدم الاقتصار على جانب المراقبة التربوية بل تعداه إلى جانب التنشيط التربوي، والبحوث العلمية التربوية.
من خلال ما سبق، يتضح جليا دور المفتش التربوي الطلائعي والريادي في تطوير المنظومة التربوية التعليمية ببلادنا، وفي جودة التعليم ومواكبة كل المستجدات البيداغوجية والسيكولوجية.
فهو يحتاج إلى استقلالية حقيقية، تضمن له النجاح في كل أعماله ومبادراته وتصوراته ومواقفه، حيث يؤدي رسالته التربوية النبيلة على الوجه الأكمل المرغوب فيه، وهذا رهين باستقلاليته، بعيدا عن كل الضغوطات والإكراهات التي تشل مساعيه النبيلة وتحبط عزيمته، وهذا يستدعي ربط علاقته المباشرة مع المفتشية العامة لوزارة التربية الوطنية، نظرا لأهميته البالغة ودوره الفاعل في تطوير العملية التعليمية التعلمية ببلادنا والدفع بها نحو الرقي والجودة.
كما أؤكد وأنص على وجوب إشراك المفتش التربوي في وضع كل الإصلاحات والتغييرات التربوية وكذا استشارته في كل المحافل والاجتماعات الوزارية فأهل مكة أدرى بشعابها.
كما لا يسعني إلا أن أنوه وأثمن بالمجهودات القيمة والجريئة التي يبذلها السيد وزير التربية الوطنية والتعليم محمد الوفا، لأجل إعادة المكانة المناسبة للتربية والتعليم في بلادنا وكذا إعادة المنحرفين عن أداء الواجب المنوط بهم إلى جادة الصواب وهو ما كانت تحتاج إليه المنظومة التعليمية التعلمية والتربوية، وكذا دعمه وتعزيزه لجهاز التفتيش التربوي.