منتديات الساقية الحمراء التعليمية
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم الى منتديات الساقية الحمراء التعليمية
منتديات الساقية الحمراء التعليمية
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم الى منتديات الساقية الحمراء التعليمية
منتديات الساقية الحمراء التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الساقية الحمراء التعليمية

مفتاح المتعلم ودليل المعلم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الأخلاق الإسلامية وأهميتها للمجتمع الإنساني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




الأخلاق الإسلامية وأهميتها للمجتمع الإنساني Empty
مُساهمةموضوع: الأخلاق الإسلامية وأهميتها للمجتمع الإنساني   الأخلاق الإسلامية وأهميتها للمجتمع الإنساني I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 22, 2016 4:47 pm

الأخلاق الإسلامية وأهميتها للمجتمع الإنساني

المجتمع الإنساني قبل الإسلام:
إذا ألقينا نظرة على المجتمع الإنساني قبل الإسلام، فماذا نرى في أخلاقه وسلوكه؟.

في الدولة الرومانية:
كان الرومان يعتقدون؛ أنهم ولدوا من نسل رجل صالح هو (إينيس) الطروادي الذي نجا، ومعه مجموعة من المحاربين الذين لم يستطيعوا أن يدحروا اليونانيين في حرب طروادة، وشق طريقه بصعوبة بالغة بين قبائل وشعوب كانت في خصام معه، وبعد حروب طاحنة، تفوق على أعدائه.

اعتقد الرومان أنهم ولدوا من نسل إينيس، ذلك المحارب التقي الشجاع، لذلك من حقهم أن يسودوا العالم، ولذلك اتجهوا نحو القوة الجسمية، والعنف والتدمير والإحراق والإبادة...

كان مدرج روما، يشهد كل عام مواسم الألعاب الرومانية، وفي هذه المدرجات يتجمع الأسرى العبيد، وتطلق عليهم الأسود الجائعة فتمزقهم، والإمبراطور يشرب الخمر ويضحك من هذه المشاهد (المسلية)، وحوله رجال البلاط يترعون كؤوس الخمر لقيصرهم العظيم قاهر الشعوب.

وكانت تحفر في ساحة المسرح حفر، وينزل الأسرى إليها ويطمرون إلى أكتافهم، ولا يظهر من الحفرة إلا الرأس والعنق، وتمر العربات الحربية تجرها الجياد المطهمة، وقد ركب على عجَلها سيوف، حينما تمر على الحفر، تحصد الرؤوس حصد السنابل، فيصفق الرومان وتعلو صيحات البهجة، ويتبادلون الأنخاب.

وكان الانحلال الخلقي بالغاً أسفل درجاته، حتى إن الفتيات اللواتي نذرن أنفسهن للكنيسة، كان الرهبان في الأديرة يرون أنهن صيد ثمين، وإذا حملت الفتاة الراهبة من سفاح، نقلت إلى روما، حتى عجت روما بأولئك الفتيات المعتدى على عفتهن، وكثر أولاد السفاح، حتى شكلت منهم الفرق في جيش روما.

الحالة الأخلاقية في الدولة الفارسية:
ولم تكن حالة المجتمع الفارسي، بأفضل من المجتمع الروماني. بل وصلت الحالة في ذلك المجتمع، أنهم كانوا يعبدون النار، فأشادوا لها المعابد، وخصصوا لها السدنة الذين يحرصون على أن تبقى النار مشتعلة لا تنطفئ، وأوحى رجال النار للشعب؛ أن الأكاسرة من نسل الآلهة.

وظهر في ذلك المجتمع رجل اسمه: ماني، دعا إلى الإباحية، حتى إن كسرى تزوج بنته التي هي من صلبه، وانتهز العابثون الفرصة فعاثوا في البلاد، وارتكبوا أقبح الموبقات، حتى إن الرجل الذي يدافع عن عرضه كان يدان....

إلى أن قام ولده كسرى أنو شروان، فقتل أباه الذي كان قد اتبع المانوية، وقتل ماني، و معه مئة ألف ممن اتبعه.

الحالة الأخلاقية في بلاد العرب:
كانت بلاد العرب أربعة أقسام:
القسم الأول هو قلب الجزيرة العربية.
القسم الثاني بلاد الشام وفيها الغساسنة.
القسم الثالث العراق وفيها المناذرة.
القسم الرابع اليمن وكان فيها التبابعة.

قلب الجزيرة العربية:
لم يسيطر عليها حاكم، وإنما كان لكل قبيلة شيخها الذي هو بمثابة الحاكم، والأب والقائد الحاني على أفراد قبيلته، يسوسها ويرعاها، ويدافع عنها، ويجلب لها ما ينفعها، ويجنبها ما يضرها.

وكان في العرب عادات سيئة كشرب الخمر ووأد البنات، ولعب الميسر.. ولكن كان إلى جانب هذه العادات الرديئة، عادات كريمة، كالصدق والشجاعة وحماية الجار، وإكرام الضيف والكرم والشرف والدفاع عن العرض وإغاثة الملهوف...

فلما جاء الإسلام، أبطل العادات الذميمة، وعزز العادات الكريمة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

وتتميم الأخلاق يعني ناحيتين: الحض عليها، ثم الارتفاع بها، وربطها بالمثل الأعلى؛ أن تكون خالصة لله لا تشوبها شائبة من رياء أو مباهاة أو سمعة.

كان غالب بن صعصعة جد الفرزدق كريماً؛ ذبح لقومه مئة جمل، ولكن هذا الكرم الجاهلي للمفاخرة، صعد به الإسلام إلى مقام أسمى، فتحولت النية، من القيمة الشخصية أو القبلية، إلى القيم الإيمانية.

وكذلك الشجاعة، فقد ذكر ابن هشام في سيرته، أن قزمان كان في جيش المسلمين يوم أحد، وقد رمى عن قوسه أحد عشر رجلاً من المشركين، فجاء بعض الصحابة إلى رسول الله، يثنون على شجاعة قزمان، فقال: (هو في النار)، فتعجب الصحابة وتتبعوا شأن قزمان، فجرح عدة جراحات لم يتحملها، فما كان منه إلا أن أخذ سهماً ونحر به نفسه، فقيل له: إنك لبطل دافعت عن الإسلام. فقال: إنما كنت أدافع عن أحساب قومي.

والحديث الشريف: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله).

والعرب في جاهليتهم، في صحرائهم، كانوا أصفى فطرة وسلوكاً، إذا قيسوا بشعوب العالم المعاصرين لهم.

أما عرب الشام؛ فقد كانوا مستعبَدين للرومان، وعرب العراق كانوا مستعبدين لكسرى، عرب هاتين الدولتين أبناء عمومة، كانوا في اليمن حول سد مأرب، فلما تهدم، قامت هجرات إلى الشمال؛ سكنت خزاعة مكة، والأوس والخزرج سكنا يثرب، وكندة سكنت نجداً، وطيئ سكنت حائل، والأزد انقسمت فرقتين؛ فرقة سكنت عمان، وأخرى سكنت عسير، والغساسنة في الشام، والمناذرة في العراق.

لم يصل وعي الغساسنة والمناذرة، إلى أن يرتفع فوق الخصومات، وأن يلتئم شملهما ويجتمعا ضد عدوهما، بل كان كل منهما دريئة لمن يستعمره، وكان الفرس والروم قد اقتسما العالم القديم، وظلا في حروب دائمة، وسادت هذه الحروب العرب، فكان العرب تتفانى لحساب الأجنبي.

الغساسنة في الشام:
سمي الغساسنة بهذا الاسم؛ لأنهم وردوا ماء لغسان فسموا باسمه، وتوجهوا إلى الشام فسكنوا المزة في أطراف دمشق، وأشهر ملوكهم الحارث بن أبي شمر الغساني، وكان أعرج، وكان قد قتل والد المنذر بن ماء السماء، ملك العراق، فسار المنذر بجيشه ليثأر لأبيه، وكانت معركة حليمة أو، يوم حليمة، وضرب به المثل فقيل: (ما يوم حليمة بسر).

يوم حليمة[1]:
سار المنذر حتى نزل بمرج حليمة، وسار إليه الحارث أيضاً، ثم اشتبكوا في القتال، ومكثت الحرب بينهم أياماً ينتصف بعضهم من بعض.

ثم شد لبيد بن عمرو الغساني على المنذر فضربه ضربة ألقاه عن فرسه، وانهزم أصحاب المنذر من كل وجه، ونزل لبيد فاحتز رأس المنذر، وأقبل به إلى الحارث فألقاه بين يديه.

المناذرة في العراق:
أشهر ملوكهم: النعمان بن المنذر، وكان جباراً يرعب الحجارة. كان هذا فعله في قومه العرب، ولنعرف موقفه من سادته الفرس يوم ذي قار.

غضب كسرى على النعمان، فطلبه، فحمل سلاحه وما قوي عليه، ثم أقبل حتى نزل في ذي قار، في بني شيبان سراً، فلقي هانئ بن مسعود الشيباني، وكان سيداً منيعاً فاستجار به فأجاره.

استودع النعمان أهله بني شيبان، ومضى إلى كسرى، فقتله تحت أرجل الفيلة، وبعث يطلب ما خلفه النعمان، فامتنع هانئ، وغضب كسرى، وأرسل كتيبتيه؛ الشهباء من الفرس، و الدوسر من العرب.

وزع هانئ السلاح على المقاتلين، فلما أصبحوا، أقبلت الأعاجم ومعهم الجنود والأفيال عليها الأساورة، وقطع سبعمائة رجل من شيبان أيدي أقبيتهم من مناكبها، لتخف أيديهم لضرب السيوف.

وقف الجيشان متقابلين، فخرج أسوار من الأعاجم في أذنيه درتان من كتيبة الهامرز يتحدى للمبارزة، فخرج له يزيد بن الحارث، فشد عليه بالرمح فطعنه، ودق صلبه وأخذ حليته وسلاحه.

حمي الهامرز فخرج بنفسه يدعو إلى المبارزة، فخرج إليه الحوفزان فقتله.

ثم نصب الجيش العربي كميناً... وحمل كل فريق على من يقابله، وخرج الكمين فشد على قلب الجيش الفارسي، وفرت إياد منضمة إلى الجيش العربي، فانهزم الفرس، وتبعتهم بكر وأحلافهم من العرب، يقتلونهم بقية يومهم وليلتهم حتى أصبحوا من الغد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن يوم ذي قار:
"هذا أول يوم انتصف فيه العرب من العجم وبي نُصروا".

اليمن:
أهل حضارة وجيوش منظمة، ولكنهم ابتلوا أيضاً بالاستعمار الحبشي، ثم بالاستعمار الفارسي، إلى أن جاء الإسلام فحررهم من الفرس، وأسلم ملكهم (باذان) وأسلم معه الفرس.

كانت الأمة العربية الإسلامية، أرقى خُلُقاً من الإمبراطوريتين الرومانية والفارسية، وقد استطاعت القوة الإسلامية الفتية أن تقضي على هاتين الدولتين في وقت واحد، وكان من رعايا هاتين الدولتين مَن يساعد الفاتح الجديد، كما فعل يوليان حاكم (سبتة) في شمال أفريقيا لما ساعد طارق بن زياد على فتح الأندلس، إذ قدم إليه السفن والمؤن...وكما فعل كثير من شعوب الشرق في تسهيل مهمة الفتح لمحمد بن القاسم في فتح السند، ولقتيبة بن مسلم في فتح الشرق إلى أن وصل إلى الصين.

كانت الفتاة في تلك البلاد، تخاف على عفتها من أبيها، ولا تخاف من هذا الفارس الفاتح، لأنه يتمتع بالأخلاق، وإن سيفه أيضاً كان له أخلاق صاحبه.

عهد البشرية قبل الإسلام؛ أن الجيش الفاتح يفعل في البلدان المفتوحة الأفاعيل، من سفك الدم وشرب الخمر واغتصاب النساء والحرق والتدمير والإبادة...

بينما يوصي القائد المسلم جيشه، قبل أن ينطلق إلى القتال: لا تقتلوا طفلاً صغيراً ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تقطعوا شجرة ولا تذبحوا شاة ولا بعيراً إلا لمأكلة.

فقال غوستاف لوبون المؤرخ الفرنسي الشهير:
"ما عرف التاريخ فاتحاً أرحم من العرب"

هذه هي الأخلاق الإسلامية في المواقف الحربية.

نُقلةٌ بعيدة
لماذا اختار الله العرب لحمل رسالته؟
نعدد في ذلك أسباباً ثلاثة:
كانت شعوب العالم محكومة بإصرين هما:
1- الخضوع للحاكم.
2- والتردي الخلقي.

فكان العربي في صحرائه عزيزاً لم يخضع لحاكم، وكانت لديه أخلاق كريمة تممها الإسلام.

3- وأمر ثالث تفرد به المجتمع العربي هو الفصاحة والبلاغة.

فاختار الله تعالى اللغة العربية لتكون لغة بيانه وتشريعاته ورسالته للناس كافة.

كانت هذه النقلة البعيدة فتحاً للعرب وللعالم أجمع.

ولقد وصل الإسلام إلى أندنوسيا، ولم يصل إليها سيف واحد، إنما كان التجار الذين انطلقوا من الجزيرة العربية بأخلاقهم ومعاملتهم قد ملكوا القلوب، فأحبهم الناس وفتحوا قلوبهم لهذا الدين طائعين. لقد كانت الأخلاق الإسلامية تفتح القلوب والبلدان، قبل أن تصل إليها السيوف.

مكانة الأخلاق الإسلامية وأهميتها:
(إن الأخلاق الإسلامية تميز بين سلوكين؛ أحدهما يحقق الخير، وثانيهما يجنب الشر.
وللأخلاق الإسلامية وظيفتان مهمتان:
أولاهما: المعرفة.
والثانية: التربية.
وغاية الأخلاق الإسلامية هي الوصول إلى تحقيق السعادة، والأخلاق هي الطريق إلى السعادة)[2].

مكانة الأخلاق في الإسلام:
لقد كانت الأخلاق في نظر الفلاسفة اليونان وغيرهم، آراء نظرية، بمعنى، أنها كانت في حيز الحوارات، والنقد، بين الخطأ والصواب، ومعرفة الخير، من الشر.

بينما الأخلاق في الإسلام، علم ومعرفة وتطبيق وثواب وعقاب في الدنيا وفي الآخرة يوم القيامة قال تعالى (إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم) الانفطار 13 و14 وقال - صلى الله عليه وسلم - (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)، والسبب في اهتمام الإسلام بالأخلاق هذا الاهتمام كله هو، أن الأخلاق الإسلامية، محور الحياة وعمودها الفقري، وهي أمر لا بد منه لدوام الحياة الاجتماعية وتقدمها من الناحية المادية والمعنوية).

ولكن للأخلاق تحديات وآفات.
وأهم آفات الأخلاق وتحدياتها، أمران هما: الهوى والتقليد الأعمى، وهذا ما كان عليه كل شعب من الشعوب القديمة جاءتهم رسلهم بخلع الأوثان والإقرار بوحدانية الله، فكان جوابهم ما جاء في القرآن الكريم ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 170].

الرسل قدوة لهداية البشر:
إن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق، ولم يتركهم لأنفسهم بل أرسل إليهم الرسل ليبصِّروهم طريق الخير فيتبعوه، وطريق الشر فيجتنبوه، والعاقل يعرف بفطرته الخير من الشر، (ولكن الناس لا يستطيعون أن يتوصلوا إلى معرفة الفضائل الإنسانية والكمالات الخلقية كلها، وهذا يكشف لنا حاجة الناس إلى رسل من عند الله معلمين ومبشرين ومنذرين، ولذلك أرسل لهم الرسل بحكمته، فلم يبق لهم عذر به يعتذرون)[3].

وقد جاءت الرسل لتطبق الأوامر الإلهية والنواهي، ومهمة الرسل هي إيجاد المجتمع الفاضل.هذا المجتمع الذي لم تستطع فلسفات العالم على مر التاريخ من إيجاده بالعقل، بل وجد بالشرع نزلت التشريعات لتنظم حياة البشر وفق منهاج الله تعالى، وكانت رسل الله القدوة المثلى للأخلاق (فالإنسان لا يستطيع أن يستغني عن مثل أعلى في سلوكه، ولا يمكن أن يتصور المرء إنساناً يعيش بلا ضمير يحاسبه إذا أخطأ ويلومه إذا استمر في الخطأ وتمادى في الشر)[4].

دواء البشرية:
بعد أن عرفنا الداء، نريد أن نعرف الدواء.

لقد، سحقت الحضارة الغربية المادية الأخلاق، نعم لقد أعطت الحضارة الحديثة الكثير من وسائل الترف، ولكنها سلبت أكثر مما أعطت؛ سلبت الإنسان الراحة والاستقرار النفسي حتى سمي هذا العصر بعصر القلق.

كما تخلت الحضارة المعاصرة، عن شرف العهد وصدق الكلمة، وتحولت العلاقات من المبادئ إلى المصالح، فالعالم اليوم بحاجة ماسة إلى الأخلاق، والمسلم هو صاحبها ورائدها وقائدها وهو مدعو إلى أن يسعد البشرية بتقديمها إلى الإنسانية؛ خُلقاً يعايش النفس فتنعم بالطمأنينة بعد الرعب والخوف، وتنعم بالسلام في ظلال الإسلام، وليكن البدء من النقطة الأولى من الفرد.

والدواء الناجع هو أن نبدأ من الفرد والأسرة:
الأب في البيت قدوة، فإذا كان صالحاً صلحت الأسرة والعكس صحيح أيضاً، تصور أن والداً يتعاطى الدخان أو الخمر، أو أنه لا يصلي، فكيف تكون حال أسرته؟ يقول الله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ [التحريم: 6].

والأم، لها دور كبير في حياة المجتمعات البشرية، فهي نصف المجتمع، وهي المعلم للطفل قبل أن يتوجه إلى المدرسة، فإذا كانت الأم واعية، قد ربيت على الأخلاق وجد البيت السعيد.

والأولاد، هم البراعم التي تمد المجتمع بمواصلة الحياة فإذا تربوا في بيت صالح، وجد المجتمع الصالح الصغير، فالأسرة هي الحلقة الأولى في المجتمع.

حرص الإسلام على الأخلاق التكاملية في المجتمع، بدءاً من الفرد ثم الحي:
وقد جعل الإسلام اجتماع الحي في كل يوم خمس مرات في المسجد، يتفقد المصلون أحوال بعضهم بعضاً.

وفي كل أسبوع لهم اجتماع في صلاة الجمعة.

ثم المدينة:
وفي العام اجتماعان للمدينة الواحدة، في عيد الفطر اجتماع وفي عيد الأضحى.

الأمة الإسلامية:
وجعل الله تعالى للأمة الإسلامية في كل عام اجتماعاً لهم في الحج، يجتمع فيه المسلمون من كل اللغات وكل الأجناس والأعراق فتزول الفوارق قال الله تعالى ﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 92].

وقال ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13].

في العصر الحديث، مزق الكفار الأمة الإسلامية إلى أقطار، فمن واجب المسلمين في أمتهم أن يتحدوا بأن يعملوا على توحيد الثقافة المشتركة بين هذه الأقطار، وأن يستبعدوا عن عقول الجيل، كل ما من شأنه أن يلوث هذه العقول، من خرافات وبدع وشرك وثقافة غربية لا تتناسب مع أخلاق الإسلام وقيمه كخطوة أولى، ثم يوحدوا هذه الأقطار لتعود أمتنا أمة واحدة.

يمكن أن تكون اللغة العربية اللغة الرسمية الثانية في تلك الأقٌطار، لأنها لغة القرآن الكريم، الذي يتعبد بها المسلمون في العالم أجمع، وفيها العقيدة والأخلاق القرآنية والثقافة الإسلامية، وصولاً إلى المجتمع المسلم الموحد.

نحن والغرب:
إذا سألنا أنفسنا هذا السؤال: ألا يمكن للأخلاق الإسلامية أن تساعد الغرب على الارتفاع به من انحطاطه الخلقي؟

الجواب: طبعاً يمكن، بل هذه رسالة الإسلام، جاءت للعالم كله قال الله تعالى ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107].

إن الغرب فقد شيئاً عزيزاً جداً، يتمثل هذا الفقْدُ في نقطتين، هما سبب انهياره:
1- يلهث وراء المجتمع:
إذا كثر الخبث في المجتمع الغربي يصبح مباحاً، كالخمر؛ كثر شاربوه، فأبيح. والزنى كذلك.

2- والنقطة الثانية:
أن الغرب ضرب مركز الأسرة فتفتت المجتمع، وكثر الأولاد غير الشرعيين، وازدادت الجريمة...

الأخلاق الإسلامية ثابتة، إذا كثر الخبث لا يباح، بل تعمل على إبطال المفاسد، وتطهير المجتمع منها.

فالواجب على المجتمع المسلم، أن يلفت نظر الغرب إلى وجوب سن القوانين التي تحفظ سلامة المجتمع من المفاسد التي نخرت في عظمه، وأن تكون هذه القوانين ثابتة، وأن يعيد إلى الأسرة وحدتها وترابطها بإعطاء الأب حق القوامة على الأولاد بقوة القانون، والقانون يعاقب الولد العاق إذا خرج على سلطة الأب.

فالأخلاق الإسلامية قادرة على إنقاذ البشرية بإذن الله تعالى من التردي في حمأة الرذيلة، التي تنشر الأمراض المادية والمعنوية، حتى تصبح خيرة فاضلة تنعم بالصحة والسعادة والسلام، وتشارك في بناء الحياة الإنسانية السعيدة، وذلك إذا طبقناها نحن المسلمين على أنفسنا وعلى حياتنا.

تطبيقات:
1- لماذا اعتقد الرومان أن من حقهم أن يسودوا العالم؟
2- ما الذي دعا إليه (ماني) في الدولة الفارسية؟
3- ماذا يعني تتميم الأخلاق في الحديث الشريف: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)؟
4- اختار الله تعالى العرب لحمل رسالته لأسباب، فما هي؟
5- لماذا كان بعض الشعوب تساعد المسلمين أن يفتحوا بلادهم؟
6- الأخلاق الإسلامية تميز بين سلوكين، فما هما؟
7- للأخلاق الإسلامية وظيفتان، فما هما؟
8- ما غاية الأخلاق الإسلامية؟
9- ما مكانة الأخلاق الإسلامية في الحياة؟
10- للأخلاق الإسلامية تحديات وأفات تعترض طريقها، فما أهمها؟
11- هل يستغني الإنسان في حياته المثل الأعلى؟
12- هل وجد المجتمع الفاضل بالعقل أم بالشرع؟
13- فقد الغرب شيئاً عزيزاً يتمثل في قضيتين، فما هما؟
14- هل يمكن للأخلاق الإسلامية أن تساعد الغرب على الارتفاع بالأخلاق؟
15- متى تكون الأخلاق الإسلامية قادرة على إنقاذ الحياة الإنسانية؟.

رابط الموضوع: http://www.alukah.net/culture/0/52495/#ixzz42CvJ6SMN

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأخلاق الإسلامية وأهميتها للمجتمع الإنساني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأخلاق أهميتها وفوائدها
» تحلي المعلم والمتعلم بمكارم الأخلاق
» الرياضة المدرسية وأهميتها
» الخطة الدراسية اليومية .. تعريفها وأهميتها وعناصرها
» الجودة الشاملة في التعليم .. تعريفها وأهميتها ومبادئها وأهدافها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الساقية الحمراء التعليمية :: مقالات تربوية-
انتقل الى: