منتديات الساقية الحمراء التعليمية
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم الى منتديات الساقية الحمراء التعليمية
منتديات الساقية الحمراء التعليمية
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم الى منتديات الساقية الحمراء التعليمية
منتديات الساقية الحمراء التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الساقية الحمراء التعليمية

مفتاح المتعلم ودليل المعلم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 غلاء الأسعار وتأثيره على واقعنا المعاش.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




غلاء الأسعار وتأثيره على واقعنا المعاش. Empty
مُساهمةموضوع: غلاء الأسعار وتأثيره على واقعنا المعاش.   غلاء الأسعار وتأثيره على واقعنا المعاش. I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 12, 2016 9:49 pm

بقلم فضيلة الامام: الاستاذ السالك احمد الراجع
المدير الجهوى للشؤون الدينية – ولاية اوسرد
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه الى يوم الدين
أما بعد : كان يتردّد كثيرا على آذاننا من فوق منابر الجمع وخطب الأعياد وفي رمضان وغيره من المناسبات الدعاء المشهور اللهم إنا نعوذ بك من الغلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن ما ظهر منها وما بطن اللهم ارفع الغلاء عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين يا رب العالمين وربما مر علينا هذا الدعاء كغيره من الأدعية مرور الكرام لأننا لم نعرف أثر غلاء الأسعار حتى وقعنا فريسة له وضحية لمرارته عندها تعود بنا الذاكرة إلى تلك الدعوات المباركات التي خرجت مبتهلة إلى بارئها بأن يكشف عنها الغلاء.
نعم لقد اشتعلت نار الأسعار في الآونة الأخيرة مع اشتعال حرارة الصيف واكتوى بنارها كل احد الفقير والمسكين الضعيف والقوي وما بينهما فالفقراء ازدادوا فقرا على فقرهم ومتوسطو الحال فهم من الفقر قاب قوسين أوأدنى خاصة مع الضربات المؤلمة التي مني بها ابناء مجتمعنا اثر دخول الشبكة الكهربائية –سائلين الله خيرها -الى المخيمات
-وديننا الحنيف أولى الكسب عناية كبيرة فبين حدود التعامل واسس البيع والشراء والايجار وأباح الربح الحلال وجعل طلب الربح الحلال والسعي في الأرض قرين الجهاد في سبيل الله فقال الله تعالى وَآخَرونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ .
لكن في المقابل حذر الشرع التجار والعاملين وغيرهم من التعسف والجور والظلم والشطط والطمع واستغلال حاجات الناس بدواعٍ وهمية وأعذار جوفاء بلا وازع ديني ولا رادع سلطاني منسلخين من الأخوة الدينية ومبادئ الرحمة الإنسانية لذالك جاء في الحديث عن رسولنا -صلى الله عليه وسلم-قوله يا معشر التجار إنكم تبعثون يوم القيامة فجارًا إلا من اتقى الله وبر وصدق. وهذا استثناء من الرحيم -عليه الصلاة والسلام- لأولئك الذي يخافون الله من أهل الصدق والبر والإحسان الرحماء بإخوانهم المسلمين الذين يأخذون كفايتهم دون جشع أو طمع وقوله -صلى الله عليه وسلم-: التاجر الصدوق مع النبيين والصديقين والشهداء رواه الترمذي.
-انطلاقا من هذه التوجيهات الشرعية الواضحة البينة ارتأينا انه لابد لنا ان نذكر الجميع بهذه الكلمة المقتضبة حول غلاء الأسعار وتأثيره على واقعنا المعاش علها تجد لها مكانا في النفوس فتترجم ما فيها من معان ومقاصد ترجمة علمية في واقع الحياة المليئة بالكثير من التحديات والصعوبات وربنا يقول في محكم تنزيله وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين.
1/ يجب علينا حميعا اولا وقبل كل شي ان نشكر المولى جل في علاه على نعمه المتجددة فشكر النعم سبب في بقائها ودوامها قال الله تعالى وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ فاذا أرادنا لهذه النعم أن تبقى وأن تحفظ وأن تزاد وأن تضاف اليها نعما اخرى فإن طريق ذلك شكرها وشكر النعم يكون في الباطن إقرارا واعترافا ورضا وتسليما وفي الظاهر قولا وإظهارا لها وإشهارا لها وإعلانا بها.
2/ينبغي على التجار واصحاب الاعمال ان يعلموا ان شريعتنا الإسلامية العظيمة جاءت برحمة العباد والراحمون يرحمهم الرحمن والمحسنون جزاؤهم الإحسان. فكونوا من ذوي الشفقة والعطف بإخوانكم لا تغالوا في الربح ولا تبالغوا في التكسب ولا ترهقوا كواهل إخوانكم ففي صحيح مسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم : من يأخذ مالاً بحقه يبارك له فيه ومن يأخذ مالاً بغير حقه فمثله كمثل الذي يأكل ولا يشبع.
والمؤمن الذي يرأف بالناس يرأف الله به ومن يرحمهم يرحمه الله ومن ييسر عليهم ييسر الله عليه عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: رحِم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتَضى أخرجه البخاري
3/ همسة الى كل فقير ومحتاج وضعيف اعلم ان القناعة كنز لا ينفذ ومن أسباب القناعة: أن ينظر العبد المؤمن الى من هو أسفل منه في امور الدنيا الزائلة ولا ينظر إلى من هو فوقه قَالَ رَسول اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ: انْظُروا إِلَى مَن أَسفَلَ منكم وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فوقكم فَهوَ أَجدَر أَنْ لَا تزدروا نعمةَ الله عليكم.
وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم بالفلاح والفوز لمن رزقه الله القناعة فقال في الحديث الذي اخرجه مسلم في صحيحه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قد افلح من اسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما اتاه
ولله در الشافعي اذ يقول :
رأيت القناعة رأس الغنى فصرت بأذيالها متمسك
فلا ذا يراني على بابه ولا ذا يراني به منهمك
فصرت غنيا بلا درهم أمر على الناس شبه الملك
وقال بعض الحكماء : وجدت أطول الناس غما الحسود وأهناهم عيشا القنوع
4 /الواجب على الجهات المختصة التي أنابها ولي الأمر عنه في هذا الباب أن تنفض التراب عن نفسها وتشدد الرقابة وتضع الخطط والاحتياطات لسد حاجات الناس وإزالة الضرر عنهم. فعن عبادة بن الصامت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ رواه ابن ماجه.
وعن عبد الله بن عمر قَال: قَال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : كلكمْ راعٍ وَمَسْئُول عن رعيته فالإمام الذي عَلَى النَّاسِ راعٍ وَمَسْئُول عَنْ رعيته، وَالرجل راع على أَهْلِ بيتهِ وَمسئول عنهم وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى مَالِ زوجها والعبد رَاعٍ عَلَى مَالِ سيدهِ وَمسئول عنه الا فكلكم راع وَمَسئول.
5/ بعد الناس عن دينهم هو من أعظم الأسباب التي ساعدت على فشو هذا الوباء العظيم ومن المشاهَد أن بعضا منا أصبح مفرطا في كثير من الأحكام الشرعية بل أصبح يقع في بعض الكبائر غير مبالي بغضب الله -تعالى وسخطه ومن المعلوم أن الذنوب والمعاصي تسبب هلاك الحرث والنسل وتسبب انتشار الفساد في البر والبحر قال -تعالى-: ظَهَر الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ وقال -تعالى-: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِير.
وربنا عز وجل يبتلي عباده ببعض ما كسبت أيديهم لكي ينتبهوا ويراجعوا أنفسهم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: يا معشر المهاجرين خمس خصال إذا ابتليتم بهن -وأعوذ بالله أن تدركوهن-: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم من غيرهم فأخذوا بعض ما كان في أيديهم.
وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتحروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم رواه البيهقي والحاكم.
6/ ختاما : العلاج لهذه الظاهرة يكمن في ان نتعاون جميعا على محاربة هذا الداء كل بحسب استطاعته وقدرته ولهذا جاء في الأثر أن الناس في زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- جاءوا إليه وقالوا: نشتكي إليك غلاء اللحم فسعِّرْه لنا، فقال: أرخِصوهُ أنتم؟ فقالوا: نحن نشتكي غلاء السعر، واللحم عند الجزارين، ونحن أصحاب الحاجة، فتقول: أرخصوه أنتم! وهل نملكه حتى نرخصه؟ وكيف نرخصه وهو ليس في أيدينا؟ فقال قولته الرائعة: اتركوه لهم. فدلهم -رضي الله عنه- إلى طريقة سديدة لمعالجة سعر هذه السلعة وذلك بتركها فهل نعي ذلك ونترك ما غلا سعره إلى ما هو دونه كي يعلم هؤلاء المحتكرون أن الناس يمكنهم ترك سلعتهم فيرخصونها؟.
قال الله تعالى: اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ * فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الإِنسَانَ كَفُورٌ.
وسبحانك اللهم وبحمدك نستغفرك ونتوب اليك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
غلاء الأسعار وتأثيره على واقعنا المعاش.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الساقية الحمراء التعليمية :: مقالات تربوية-
انتقل الى: