الاكتظاظ المدرسي

الاكتظاظ المدرسي
الاكتظاظ في المدارس

أصبحت مشكلة الاكتظاظ في المدارس واقع حال لا مفر منه في عدد كبير من المدارس وهو أمر مستمر عاماً بعد عام رغم الجهود المبذولة من قبل وزارة التربية والتعليم وخططها المستقبلية للحد من  هذه مشكلة  ويتفاوت حجم الاكتظاظ من مدرسة إلى أخرى حيث يقارب عددا لطلبة في بعض الصفوف في العديد من المدارس إلى (50) طالب وفي بعض الدول العربية المجاورة من (70 )إلى ( 80 ) طالب وطالبة مثل العراق ويظل موضع استغراب لدى المراقبين وأولياء أمور بعض الطلبة حول كيفية اخذ كل طالب حقه من التعليم ومدى استعابة الطالب للدرس في ظل هذا العدد الكبير داخل الصفوف المدرسية .                                  

إن مديريات التربية تحاول جاهدة إيجاد حلول ولكن المطلوب إيجاد خطة عمل متوازنة مدروسة وليس حلولا وقتية تسقط مع الأيام إمام ضغط الواقع.
فالدوام النصفي هو حل مفروض لأنه لا توجد أماكن ولكنه ليس الحل بل إن القائمين على العملية التربوية يعرفون خطورة هذا النظام وانعكاساته السلبية على الجميع ونحن هنا نريد إن نتعاون جميعاً لإيجاد الحلول  لهذه المشكلة التي تطلنا جميعاً.
يسود اعتقاد في معظم العالم إن النظم التربوية السائدة في العالم إن الصفوف ذات الحجم الصغيرة أو إعداد القليلة توفر بيئة تعليمية أفضل  بالنسبة للمتعلمين وتزيد من فاعلية المعلم التي تتجسد في إنتاج مستويات تحصيلية أفضل وربما يقوم هذا الاعتقاد على الافتراض بان الوقت الذي يصرفه المعلم مع كل طالب أو طالبة يكون كثر توافراً  لدى معلمو الصفوف الصغيرة وللإسهام في النشاطات الصفية المتنوعة ويبدو إن الروح المعنوية للمعلمين  توثر في مدى دافعيتهم  وإقبالهم على مهنة التعليم .

سلبيات الكثافة الفصلية

تدني دافعية المعلمين والمعلمات في المدارس المكتظة للعمل في الأنشطة التربوية
عزوف المعلمين والمعلمات عن تربية الصف في المدارس المكتظة .
الارتفاع المتزايد لإعداد طلبة المدارس المكتظة مقارنة مع مساحتها للغرف الصفية .
قلة التحصيل الدراسي للطلبة في الصفوف المكتظة
عدم تحقيق أهداف الحصة المعطاة في الصفوف المكتظة
يقلل من تقييم المعلم للطالب ويقلل من مشاركة الطلب في الحصة
عدم قدرة المعلم التنويع في الأساليب والوسائل والأنشطة في التعليم

وأظهرت النتائج التي أجريت في احد مدارس مدينة عمان إن 78 %من المعلمين يعتقدون إن تحصيل الطلبة في الصفوف المكتظة اقل تحصيل من طلبة الصفوف ذات الحجم الصغير ويرجع السبب إلى إن 54%من المعلمين يرون غالبهم لا يتمكنون من تنفيذ جميع اهدافة في الحصة المخطط لها في الصف ذو الحجم الكبير إضافة  إن 49 من المعلمون يواجهون صعوبة وجهد كبير في إعداد الوسائل التعليمية .
واظهر الدراسة إن اكتظاظ الصفوف يسبب قلق للمعلم حيث ان71% من المعلمين صرحوا بان الصفوف المكتظة تزعجهم وتقلقهم ويرجع السبب إلى عدم توافر الوقت الكافي  لمعالجة الضعف الدراسي في الصفوف كبيرة الحجم وأفاد 89%من المعلمين أنهم لا يستطيعون معالجة الضعف الدراسي في الصفوف الكبيرة .
وافدا 75%من المعلمين إنهم لا يتمكنون نم مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة داخل الصف المكتظ وان المعلم يعرف طلبة اكسر في الصفوف الصغيرة ويتعرف على مواطن الضعف والقوة لديهم مما يساعد المعلمين استخدام أساليب تعليمية مناسبة لقدرات الطلبة .
واظهرن النتائج أن 90%من المعلمين تثقل كاهلهم الصفوف الكبيرة وترهقهم جسديا ونفسيا وان طلبة الفصول الصغيرة اقل تشتتاُ وانضباطاً مما يقلل جهد المعلم في ضبط الصف وانشغاله في العمليات التعليمية
وأظهرت النتائج إن 79%من المعلمين اكدو أنة لتتاح الفرصة للجميع طلبة الصف الكبير في المشاركة الصفية وبتالي يؤثر سلباً في موضوعية ودقة التقييم ومتابعة أداء الطالب ورصد علامة المشاركة بشكل دقيق وان معلم الصفوف الصغيرة يعطي اختبارات وواجبات مدرسية للتعلم أكثر من معلم الصفوف الكبيرة الذي يقضي معظم وقته محاضرا وضابطا للنظام .
أظهرت النتائج إن (62%) من المعلمين اكدو إن الاكتظاظ الصفي يعوق استخدام المرافق التعليمية والمشاغل المدرسية بالشكل المناسب مثل المكتبة والمختبر والحاسوب ويؤثر سلباً في تنفيذ الأنشطة العملية المرافقة لبعض المناهج الدراسية ويؤثر ذلك على التحصيل الدراسي .
أظهرت النتائج (71% ) من المعلمين أفادوا بان الاكتظاظ الصفي يؤثر سلباً في الكتابة والقراءة للطلبة الذين درسوا في الصفوف كبيرة الحجم اكبر ضعف من الطلبة الذين درسوا في صفوف كبيرة الحجم والسبب هو إن الطلبة في الصفوف الصغيرة يتلقون تدريباً أكثر من قبل معلميهم على مهارتي القراءة والكتابة من طلبة صفوف كبيرة الحجم .
وأكدت النتائج لهذه الدراسة إن(67% ) من المعلمين يؤكدون إن التنظيم والإعداد الجيد يساعد في تنظيم أهداف الحصة وبالتالي يساعد في التحقق من الآثار السلبية للاكتظاظ في التحصيل كما يراه المعلمون وان (48 % ) من المعلمين اكدو إن استخدام التعليمي المناسب للاكتظاظ والموقف الصفي يلغي الأثر السلبي للاكتظاظ في التحصيل الطلابي   .

وكان للطلاب وجهة نظر في ذلك حيث قال بعض الطلاب إن رغبتهم في الدراسة في الفصول الصغيرة اكبر منها في الصفوف المكتظة وان الاكتظاظ لا يمنعهم من من المشاركة ولا يقلل من استيعابهم للدرس ولكن إفادة إن فرصتهم للتعبير عن أرائهم في الصفوف الكبيرة اقل منها في الصفوف الصغيرة وان الصفوف كبيرة الحجم لا تناسب جميع المباحث مثلاً مادة الرياضيات تطبيقها في الفصول الصغيرة اكبر وان السبب في التأخر الدراسي  في مادة الرياضيات هو زيادة عدد الطلاب في الصف الواحد وان طريقة تدريس المعلم أهم من حجم الصف الذي يجلس فيه
وان الصفوف كبيرة الحجم تكون  اقل نظافة من الصفوف الصغيرة و إن الطلاب أكثر عرضة لانتقال الإمراض إليهم مثل الأنفلونزا والرشح التي تنتقل بسرعة مما يؤثر في البيئة والمناخ التعليمي .

ويمكن إن نتغلب على هذه المشكلة من خلال الأمور التالية:
1.استحداث برنامج تدريبي خاص بموضوع الاكتظاظ الصفي والصفوف ذات الحجم الكبير ضمن برنامج تدرب المعلمين
2.عقد دورات تدريبية لمعلمي ومعلمات الصفوف المكتظة من بداية العام الدراسي لتعريفهم بالأساليب التعليمية المناسبة
3.تنظيم تبادل زيارات بين معلمي ومعلمات الصفوف المكتظة بهدف تبادل الخبرات وتنويع الأساليب التعليمة .
4. تزويد المعلمين والمعلمات في بنشرات تربوية بشكل مستمر و دوري حول موضوع الاكتظاظ وأخر ما وصلت إلية البحوث والدراسات  لتحسين نوعية التعليم .
5 .تجنب الإدارة المدرسية تكليف المعلمين والمعلمات الجدد تدريس الصفوف ذات الحجم الكبير لما تحتاجه هذه الفئة من الصفوف من مهارة في التدريس
6 .قيام الإدارة المدرسية بعقد ورش تدريبية مصغرة على مستوى المدرسة وبالتعاون مع المعنيين في المديرية حول الأساليب التعليمية المثلى للصفوف ذات الحجم الكبير .
7 .عقد اللقاءات والاجتماعات الدورية بين إدارة المدارس ومعلمو الصفوف ذات الحجم الكبير لمناقشة المواقف الصفية التي يتعرضون لها والصعوبات  التي يعانون منها ويشعرون أنها تؤثر على التحصيل الدراسي للطلبة وتعوق إدارة الصف
 8. تخفيف الأعباء والأنشطة على معلمو ومعلمات الصفوف المكتظة حسب الإمكانات مثل تربية الصف والأنشطة اللامنهجية                      
9.الاهتمام بالبيئة المدرسية والنواحي الجمالية في جميع مرافق المدرسة وخاصة غرف المعلمين وتوفير التسهيلات التي توفر الراحة للمعلم خارج الصف إثناء الاستراحة .
10.التعزيز والثناء المستمر وإظهار انجازات المعلمين بشكل ملحوظ وإشعار المعلم إن جهوده مقدرة .
11.توفير التسهيلات اللازمة التي يحتاجها المعلم لتنفيذ الحصة من وسائل وأدوات .
ومن هذا المنطلق فان وزارة التربية والتعليم مطالبة  بالتدخل والحل السريع من اجل التصدي لهذه الظاهرة إلي تهدد تعليمنا بالفشل من خلال بناء المدارس واعادة التوزيع  المناسب لكل مدرسة بحيث لا يزيد عدد الطلاب في الصف الواحدعن 30 طالب حتى نرتقي بتعلمنا الى الأفضل من خلال تخريج جيل واع ومدرك للمسؤولية لنثبت للأمم إن بلادنا تعيش نهضة تربوية تعليمية حقيقية .
فعلى المعلم إن يختار الأسلوب التعليمي المناسب والظروف المناسبة للصف المناسب للهدف المناسب للمادة المناسبة وهذه كلها مهارات يكتسبها المعلم مع مرور الوقت من خلال التدريب وتراكم الخبرة العملية التي تنتج من الممارسة العملية والتطبيق العلمي .

المصدر : منتدى مدرستي