يوميات متدرب بمدرسة عمي العسكرية

يوميات متدرب بمدرسة عمي العسكرية
فجأة وجد مئات عمال القطاع المدني بمدرسة عمي العسكرية لتكوين الاطر". التي توجد في ضواحي '' النخيلة '' أنفسهم يخوضون تجربة التدريب في ثكنة عسكرية ويتنازلون عن حريتهم الفردية لصالح العمل الجماعي والخوض في غمار حياة عناوينها الرئيسية الانضباط والعمل الجماعي والتدثر بالقيم الوطنية والخضوع لايقاع عسكري صارم ودقيق في وقت النوم والغذاء والحركة.
كانت أيام التدريب مليئة بالمغامرات والتعب والاكتشافات وفي بعض الأحيان الطرائف والمواقف الغريبة كما ان المدرسة ابهرت المتدربين باسلوب القائمين عليها من الحنكة و العمل الجاد خلال ايام التدريب.
توجس.. ولحظات حاسمة..
اسبوع من الايام مرى علينا بردا وسلاما في المدرسة العسكرية ونحن المستجدين عليها لا نعلم اي شئ يتربص بينا في المدرسة نفسها خلال هذا السبوع , كان المتدربون يستعدون للمغادرة من اماكن عملهم وهم يتوجسون من التدريب العسكري خيفة حيث هنالك انطباع عام سيئ عن حياة العسكر بما تحمله من جلافة وغلظة وتمجيد للقوة على حساب الفكر،بل واحتقار المثقفين حسب الانطباع العام .
أيام قليلة بعد ذلك كانت المفاجأة الأولى وهي أن التكوين سيكون بمدرسة عمي العسكرية ..ذهب الجميع الى المدرسة وعند الحضور تم توزيع البذلات العسكرية حيث أمر مدير التدريب الجميع بالاستعدادات وتم تحويل الوصاية على المتدربين وإعطائهم النصائح اللازمة و الاستعداد الكلي لبداية التدريب و الصرامة في العمل . دخلنا مباشرة في أجواء التدريب حيث تم تسجيلنا في النظام العسكري وبدلت أسماؤنا إلى أرقام وتم دمجنا في فصائل وسرايا.وتحركنا في اتجاهات متعددة للحصول على التجهيزات والعشاء .
خلال هذا الاستقبال تعرفنا على زوايا من العالم الجديد "المطعم" طريقة الحركة الجماعية بعض مفردات الخطاب العسكرية والمسكن.. رافقنا اليومي العام حتى غرف الإقامة وطلب منا النوم فالحياة العسكرية يبدأ يومها في 6 صباحا. تفاجأنا بأن الغرف شديدة البرودة و الحرارة في نفس الوقت وكل غرفة فيها 10 زملاء الضوء حار ولا ندري ما في جعبة المقاتل الخلفي لنا في قابل الأيام..لكن مالعمل فنحن ملزمون بالخضوع للأوامر. بتنا ليلتنا الأولى على أحر من الجمر. في الساعة ال6 كانت الصافرات تدوي في أرجاء الساحة، وبدأ الجميع في الاستعداد لأول يوم عند الجيش الصحراوي. بعد صلاة الصبح أمهلونا استراحة حتى 8 حيث تم تناول الافطار في المطعم تلاه جمع رفع العلم الوطني
برنامج مشحون ..وحياة رتيبة
حياة العسكر كما أ خبرتكم رتيبة وتدور على إيقاع يحترم عاملي الوقت والانضباط والانسان فيها وقت الخدمة يدار بالأوامر،كان برنامج التدريب مشحونا حيث تم تقسيمه لفترتين للنظام المنضم في الصباح بعد رفع العلم وفي المساء تعلم فنون القتال كما شمل البرنامج حصصا دراسية شملت دروسا نظرية في السلاح والاشارة"فن المراسلة العسكرية" و"الطبوغرافيا" التي هي طريقة الاهتداء بالخرائط وأجهزة الرصد والقانون العسكري والتربية المعنوية والقتال.
هذه المواد فيها من الفوائد كثيروقد تم تطبيق بعضها كالرماية وتفكيك السلاح وتركيبه،كما تم وضعنا في ظروف مشابهة نسبيا لتحمل الظروف العادية للجندي من حيث تحمل المشقة والسير لمسافات بعيدة
وقت الراحة والتسلية
حياة العسكر يطبعها التعب والانضباط التام ولكن رغم أن وقتنا مشحون فإننا كنا نجد أوقاتا للراحة نستمع خلالها بالطرائف التي تقع خلال التدريب يوميا أو نتبادل فيها أطراف الحديث ونسعى للتعارف والاحتكاك اللذين فرضتهما علينا الظروف العسكرية "كل غريب للغريب نسيب".
من تلك الطرائف مثلا :"عند سمعنا اطلاق النار على الساعة 2 ليلا (الإغارة ) هرول المتدربين نحو الصف لكن البعض نسي الزي العسكري والبعض مزال نائما وإستيقظ مسرعا بدون غطاء الرأس او بدون حذاء عسكري .
كانت جلسات الحوار والنقاش في المساء مابين12:00و16:00 وفي الليل من 19:00 حتى 1:00 جلسات هادفة نروح فيها عن أنفسنا، كان معنا المناضل الكبير سعيد الفلالي رجل بسيط اظهر لنا معنى الصبر والتحمل كان يحكي لنا الايام التي خلت مع الشهيد الوالي مصطفى السيد والاخ صدافة الدبلوماسي الصحراوي المحنك ممثل الجبهة السابق في فرنسا و الكثير من القادة و المناضلين الصحراويين الذين كانو متدربين في مدرسة عمي العسكرية .
أوقات خارج دائرة النسيان.
لم تكن أوقات التدريب خالية من الأيام الصعبة بل كانت هنالك حالات مرض كثيرة سببها هو عدم تعودنا كمدنيين على التدريب مسبقا ومن أكثرها شيوعا آلام المفاصل ،وقد كانت من أشد اللحظات صعوبة هو أن تكون مقعدا بفعل الاصابة وأنت عليك تحمل كل ما يتعلق بهمومك الشخصية من ذهاب للمطعم وتجهيز لفراش النوم وحتى زيارة الطبيب.
كما تكون اللحظات أكثر قساوة عندما تبقى معزولا في الغرفة كالبعير الأجرب لأنك غير قادر على مزاولة التدريب العسكري بفعل المرض.خاصة وأن التقدير في التدريب تكون الرتبة الأولى فيه للقوة البدنية والانضباط في الصف لتأتي بعد ذلك المعارف والمهارات الفردية.
وجه آخر للجيش الصحراوي
كنا نعتقد أن الجيش عسكري فقط ولكن اكتشفنا أنهم عسكريون ولكنهم يتمتعون بثقافة عالية خاصة الضباط الاساتذة "مدربين "كما أنهم لديهم روح وطنية عالية ونوع من الاحترام الخاص للمثقفين وهم مطلعون على خبايا كل ما يدور في الوطن ولديهم روح إنسانية.وحتى في خارج أوقات الخدمة لدى بعضهم روح دعابة ومنهم من يمارس هوايات بعيدة عن الأحذية الخشنة ككتابة الشعر وإتقان لغات أخرى والمطالعة والغوص بين أمواج محيط الانترنت.
شكر وتقدير
تحية تقدير واحترام لجيشنا الوطني الشعبي . " (دولة بدون جيش ليست بدولة ) * جيشنا هو أمن هذا الوطن**.لذا فإنه من قبيل الاعتراف بالجميل، ومن قبيل تثمين الجهد المبذول نتقدم بالشكر و التقديرلعمل وأطر مدرسة عمي العسكرية ومن خلالهم الى الجيش الصحراوي المكافح الذي جعلنا ننعم بالطمأنينة والاستقرار , ونتذكر أبناءنا الذين هم اليوم، في الصفوف الامامية للنواحي العسكرية و لاننسى ابطال الكركرات المتوجيدن من اجل صد العدو المغربي على الحدود الصحراوية وعند كل ثغر من الثغور، بعيدا عن الأهل والأحباب، يقومون بواجبهم تجاه الشعب والوطن، يحرسون كل شبر، ويمنعون أن تمتد يد الغدر إلينا ./// فلهم كل الشكر والاحترام والتقدير ولكل أسلاك الأمن الصحراوي .
بقلم غالي احمد