نقابة التعليم ... وإنقاذ المنظومة
قد لا يختلف اثنان على أن النظام التعليمي في المخيم بكل مكوناته يحتاج إلى إعادة نظر، من البنية التحتية للبيئات التعليمية المختلفة مروراً بالمناهج وطرق التدريس وقدرات المعلمين ومستوى تدريبهم، وصولاً إلى نتائج التلاميذ في السنوات الأخيرة، والتي تنبئ عن مستوى تدريسي متذبذب عبر سنوات الطالب الدراسية، مما يدفعنا نحو تشكيل إطار وطني حقيقي لإعادة النظر في واقعنا التعليمي.
إلا أن الحكومة ما زالت تنظر إلى هذا التراجع الحاد في واقع التعليم على أنه "سهو"، على حد تعبير وزير التعليم والتربية في كلمته أمام المعلمين اثناء الجولة التي تقوم بها وزارة التعليم في كل فصل حينما قال: "لقد سهت الدولة عن التعليم وهناك بعد المشاكل والنقائص التي يجب ان تحل خلال السنة الدراسي القادم ، لكن هذا كلام دون اتخاذ خطوات جادة نحو التغيير، تنفض غبار اربع عقود مضت.
هذا "السهو" – المعترف به – ظهر جلياً في ضعف الإنفاق العام على التعليم، الذي أثر كثيرا في كل تفاصيل العملية التعليمية، من ضعف الرقابة على المؤسسات والأدوات التربوية، إلى نقاش متصاعد حول كفاءة المناهج الدراسية وقدرتها على إنتاج المبدعين، وامتعاض مجتمعي عارم من ضعف مخرجات التعليم، ونقص حاد في البرامج التدريبية والتأهيلية للمعلمين، مما حوّل مهنة التعليم إلى مهنة طاردة للكفاءات.
هذا الواقع المتردي دفع الكثيرين من غيارى الوطن أن يتنادوا: أن"هيا بنا ننقذ التعليم"، ومن بينهم (المعلمون أنفسهم)، فلا يطيب لهم أن يبقى التعليم على هذا الحال، وتبقى مهنتهم: مهنة من لا مهنة له، فقاموا بهمة رجل واحد لتأسيس اتحاد (نقابة) تعمل على إعادة المكانة الاجتماعية للمعلم والتي تراجعت في الأونة الأخيرة، في تأطير مهنتهم وحماية مكتسباتهم ، ولتي من الواجب ان تبني علاقة مؤسسية وتشاركية مع مختلف المؤسسات المعنية بالشأن التربوي ومن بينها وزارة التعليم و التربية .
ومنذ تأسيسها وجدناها تتحرك في كل الاتجاهات، فغدت الأكثر ديناميكية من بين الاتحادات ، إلا أن قوى الشد العكسي الرافضة لكل مشاريع الإصلاح صبّت جام غضبها على هذه المؤسسة، فراحت تعمل على حصارها ماديا أو معنويا، وكأن قدر الوطن أن يبقى في مربع الأماني لا العمل.
لذا ومع عيد النقابة او الاتحاد ، فإن معلمي الوطن مدعوون إلى أن يحرصوا على نقابتهم، لترفع لواء الإصلاح التربوي في الوطن، ويلتحم معها المجتمع برمته لتقديم رؤية وطنية نحو تطوير التعليم، فالتعليم هو حاضرنا ومستقبلنا
بقلم الاستاذ غالي احمد لعبيد .
عضو المكتب التنفيذي لاتحاد عمال التعليم والتربية والتكوين الصحراويين