أين عمال التعليم من التحفيز ؟

أين عمال التعليم من التحفيز ؟
كما يعرف الجميع بأن العمل داخل المؤسسات الوطنية بصفة عامة هو عمل تطوعي نابع من الروح الوطنية للمناضلات و المناضلين و جوهره القناعة الذاتية بضرورة تحمل المسؤولية في ظل الوضع الراهن المتمثل في واقع الإحتلال و اللجوء و رغم صعوبة الظروف و تغير المعايير بين بداية الثورة و فترة اللا حرب و اللا سلم ظل المخلصين لهذا المشروع صامدين داخل المؤسسات الوطنية و يقدمون الغالي و النفيس بدون أن تغير مبادئهم مغريات الحياة التي أصبحت عن يمينهم و عن شمالهم.
في المقابل عملت الدولة على تقديم كل التسهيلات تقديرا لمجهودات مناضليها من خلال العمل على توفير ما أمكن من الاستفادات التي تبقى في مجملها تقديرية لا غير و كذلك إعداد برمجة عمل خاصة لإتاحة الفرصة أمام المناضلين للقيام بما يمكنهم القيام به لأنفسهم و عائلاتهم من خلال العمل الدوري حيث يستفيد أغلب منتسبي المؤسسات الوطنية من عطل دورية تختلف من مؤسسة لأخرى و من مهنة لأخرى فمنهم من يستفيد من أسبوع و يعمل أسبوع و منهم الشهر بالشهر و منهم الشهر بالشهرين و هكذا ... و تعتمد كذلك الدولة على العديد من البرامج التحفيزية الأخرى كالمشاريع و المنح الإسثنائية و تأشيرات السفر للخارج للمشاركات الخارجية أو العطل و العطل الصيفية بالقطر الجزائري... و غيرها.
كل هذا التحفيز ساهم و بشكل كبير في دعم مناضلي الثورة و تذليل الصعاب أمامهم مما جعل المؤسسات الوطنية حقيقة لا رجعة فيها و إنجازا عظيما أدهش الأصدقاء قبل الأعداء.
و من خلال الوقوف على واقع عمال المؤسسات التعليمية كنموذج فإننا لنرى الإختلاف الواضح الذي تفرضه ظروف العمل فباستثناء التحفيز التقديري المتمثل في الاستفادة الدورية كل ثلاثي كباقي المؤسسات الوطنية فمنتسبي المنظومة التربوية لا يستفيدون من أي تحفيز أخر. فالعمل بشكل دوري تبادلي يقف واقع التدريس مانعا أمامه فلا يمكن للمدرس بأي شكل من الأشكال أن يعمل بالتناوب مع مدرس أخر على نفس القسم. و إن كان ذلك ممكنا مع المقاتل و الطبيب و الإداري...
لا يستفيد موظف التعليم و التربية من تأشيرات سفر للخارج و لا مشاركات خارجية و إننا لنحترم خيار الدولة في هذا الجانب المبني على الخوف من فقدان الطاقات التعليمية في حالة إختيارهم البقاء هنالك.
عدم استفادتهم كذلك من مشاريع تحسن وضعهم الإقتصادي و الإجتماعي مع أن هذا الأمر يطرح كذلك إرتباطهم الدائم مع المؤسسة مما يجعلهم غير قادرين على القيام بأي عمل موازي مساعد.
و يبقى الإقصاء من التحفيزات الصيفية أمر من المهم مراجعته فالمدرسين يستحقون الاستفادة من البرامج الصيفية كعطل الأطفال في القطر الجزائري و الجامعة الصيفية للأطر.
و بالحديث عن عطل الأطفال بالقطر الجزائري فاستفادة منتسبي المنظومة التربوية منها سيشكل تحفيزا و مكسبا في نفس الوقت، فهو تحفيز من خلال قضاء عطلة صيفية تمنح للمدرس الفرصة في الخروج من روتين الحياة اليومية و الاستجمام و لو قليلا و هو ما سيشجعه للعودة للمؤسسات التعليمية بنفس جديد و اندفاع كبير للقيام بعمله، و مكسب حيث أن إشراف طاقات تعليمية لها مستويات علمية محترمة على هذا البرنامج سيكسبه لا محالة لمسة جديدة من خلال التجربة المكتسبة في التعامل مع النشء الأمر الذي سيكون عامل في استفادة الأطفال من تواجد مدرسيهم معم لتلقينهم و تعليمهم ما أمكن في الكل المجالات مما سيساهم في تطوير شخصية الطفل و كذلك تعزيز علاقته بمدرسيه و كذلك من خلال المستوى الثقافي لمنتسبي المنظومة الذي سيعينهم في تمثيل القضية أحسن تمثيل و توطيد العلاقة مع الحليف.
و كذلك بالنسبة للجامعة الصيفية للأطر فمن المهم زيادة مشاركة إطارات المنظومة و هو أمر تحفيزي تكويني يعزز قدرات منتسبي القطاع و يرفع القيمة المعنوية للمدرسين حيث سيرون أنفسهم ضمن إطارات الدولة و الجبهة، بل الأكثر من ذلك سينعكس هذا التكوين على الأداء الميداني للمشاركين من خلال ما سيكتسبونه من معلومات إضافية كما سينعكس إنعكاسا مباشرا على الأجيال القادمة.
و في الأخير نتمنى أن تنظر الجهات الوصية في هذا الأمر و تعمل على تخفيف حرارة الصيف عن المدرسين بعد تعذر تخفيف أعباء العمل.
# المعلم الكادح