نص الحوار:
س: سؤالنا الأول الأخ غالي ما هو سلم أولوياتكم في العمل بالنسبة للاتحاد و ما هي مطالب عمال القطاع بشكل عام.
ج: كما يعرف الجميع الاتحاد مكسب وطني ومكسب للمعلمين والعاملين بصفة عامة بقطاع التعليم ، وهم متمسكون ومتشبثون بهذا الإنجاز الذي حققوه من خلال تضحياتهم و نضالاتهم.
بالنسبة لبرامجنا المستقبلية فهي منبثقة من انشغالات المعلم و احتياجاته، وبالتأكيد هناك العديد من الانشغالات يطرحها المعلمين سواء في ما يتعلق بالوضع المعيشي، أو الاحتياجات الكبيرة المتعلقة بالناحية المهنية، ومنها ما يتعلق بظروف العمل وكرامة العامل وحمايته.
و لدينا الكثير من الملفات المهمة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على تحقيقها أو تحقيق جزء منها في هذه السنة ، خاصة أنه إلى جانبنا فريقًا نقابيًا مميزًا ، و قواعد ملمة بضرورة تكاثف الجهود لتجسيد نقلة نوعية في هذا القطاع الحساس ونتمنى أن نستطيع أن نقدم لعمال التعليم شيئًا مميزاً في هذه السنة الدراسية.
س: للإتحاد أنشطة كبيرة على المستوى الخارجي نتابعها من خلال وسائل الإعلام، أين وصلت وما هي أهم البرامج مع النقابات بالخارج ؟
بالفعل لدينا علاقات واسعة مع عديد النقابات و منظمات المجتمع المدني على مستوى الجزائر الشقيقة و أوروبا و أمريكا اللاتينية و نحرص على تطويرها و توسيع نطاقها كما لدينا برامج عمل و تعاون مشترك تهدف للتعريف بالقضية الوطنية و كذا تنظيم ملتقيات و ندوات نقابية و برامج تستهدف المجال التربوي و تستهدف تحسين ظروف التعليم و تطويره خاصة التكوين و تبادل الخبرات في المجال التعليمي.
س: بلا شك هناك العديد من التحديات التي تواجهكم في اتحاد عمال التعليم والتربية والتكوين الصحراويين، ما أبرز هذه التحديات؟
لعل أبرز تلك تحديات التي تواجه المجلس الوطني للاتحاد في هذه السنة هو ملف التشريع المدرسي الذي تم طرحه منذ أكثر من سنة، حيث يتضمن عدة نقاط خلاف مست جوهر هذا التشريع أدت إلى خروجه عن الهدف الحقيقي.
التشريع المدرسي يجب أن يكون ذلك المرجع القانوني المنظم و الموجه الذي يجد فيه المعلم ضالته و هو ما سيساهم في تطوير أداء المعلم المهني، هذا التطور يجب أن يرتبط فيما بعد بالحافز المادي، بحيث يكون الحافز المادي مرتبطاً بأداء المعلم ومستواه المهني والتربوي و المهاري؛ لذا كان الاتحاد مع فكرة هذا المسار لأنه يسعى إلى تطوير المعلم وترقيته ورفع من مستوى أدائه، بما ينعكس على التلميذ وعلى مخرجات التعليم والمستوى التعليمي الذي يسعى الكل إليه؛ لصالح الوطن والمجتمع وصالح أبنائنا التلاميذ ، و لتحقيق هذا التوجه هناك عدة بنود موجودة في التشريع يجب مراجعتها.
س: دائما مع دخول كل موسم دراسي نجد إجراءات مختلفة في ما يخص ملف الطلبة والمشرفين بالجزائر هذه السنة هناك عدة إجراءات ما هو موقفكم منها ؟
ج: موقفنا واضح ونحن مع الإصلاحات دائما، بالنسبة لقرار الإحالة هذا موضوع حان الوقت لاتخاذ هكذا إجراءات قوية ونحن نعرف جيدا أن أغلب الطلبة لم يعد يهتم بالدراسة وهمه الوحيد هو التسجيل وهذا يؤثر على علاقتنا مع الحليف، ورغم ذلك فالوزارة قدمت حل بدل الإحالة هو وثيقة إلتزام يوقع عليها ولي الأمر من أجل أن تساهم الأسرة في متابعة أبنائها.
أما غلق المراكز هذا أمر يخص الوزارة و نظن أن الوزارة لم تغلق تلك المراكز عبثا إلا بعد دراسة عميقة لهذا الإجراء و أسبابه.
أما موضوع الزملاء المشرفين فهذا موضوع يخصنا بالدرجة الأولى و الاتحاد نظم منذ أيام الندوة الوطنية الثانية للإشراف التي تم من خلالها طرح الانشغالات والمشاكل ونحن نتابع هذه الملف من خلال تنسيقية الإشراف بالاتحاد.
س: كانت هناك خلال الموسم الدراسي الماضي عديد المشاكل في ما يخص إستفادة عمال التعليم وتأخيره ، وكان هناك تلويح بإجراءات تصعيدية وصولاً للإضراب، ما هي إجراءاتكم المستقبلية بهذا الشأن في هذه السنة ؟
ج: نرجو أن تتم تسوية هذا الملف مع الوزارة وأن لا تصل الأمور إلى مرحلة الإضراب مرة أخرى ، كما نرجو أن يراعى هذا الموضوع من طرف الدولة وأن تكون الاستفادة في وقتها مع العلم أن الوزارة الوصية ليس لديها أي مشكل ولكن المشكل أكبر من صلاحيتها.
س: إذًا، هل هناك تواصل بين الاتحاد والوزارة حول هذا الملف حالياً؟
لا يمكن أن نغلق باب الاتصالات مع الوزارة ولا باب الحوار نهائيًا؛ لأن مصلحة الاتحاد والوزارة تتمثل في الحوار والجلوس على الطاولة، ونحن كاتحاد و الوزارة نكمّل بعضنا بعضًا، والهدف والغاية واحدة وهي الارتقاء بالمعلم ومستوى الأداء، وكذلك مصلحة التلميذ التي تقتضي دائمًا فتح أبواب الحوار والنقاش بما يعود عليه بالخير.
س: ما رؤيتكم للعلاقة بين الاتحاد و الوزارة ، والبعض كان يرى تنكر من قبل وزارة التعليم والتربية في السنوات الماضية لعمل الاتحاد خاصة فيما يتعلق بعدم وجود قانون العمل النقابي ؟
يجب أن أوضح هنا معلومة مغلوطة بالنسبة لنظام مزاولة العمل النقابي موجود من خلال القانون الأساسي للاتحاد الذي نص على الدفاع عن حقوق العمال المادية والمعنوية ، وبالتالي القانون الأساسي لاتحاد العمال الصحراويين ينص أيضا على الدفاع عن العمال ، بعض من الأطراف في وزارة التعليم والتربية عمّقت هذا المفهوم في صفوف الكثير من عمال القطاع. فيما يتعلق بموضوع عدم شرعية المهام التي يقوم بها ، نتيجة تخوفات تصطنعها الأطراف وتصطنعها كثير من الجهات التي تجعل من النقابة خصماً و تتم شيطنته، وهذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلاً؛ لأن الاتحاد رافد وطني يخدم الوطن والمواطن، ويخدم أبناء المجتمع، ويخدم أكبر شريحة في المجتمع من معلمين و تلاميذ.
وبقدر ما تفتح الوزارات ذراعيها وقلبها وصدرها للتشاركية مع الاتحاد بقدر ما يكون هناك إنعكاسات إيجابية وآثار على الجميع في الاتحاد والوزارات الشريكة والميدان، وبالتالي يجب أن تكون هناك نوايا حسنة، ولذلك علاقتنا مع الوزارة ستكون علاقة شراكة ولا بديل عن الشراكة معنا، و حاليا هناك تعاطي إيجابي من طرف الوزارة من خلال عقد الاجتماعات والتشاور وهذا شيء مهم ونحن مرتاحين جدا لهذا التعاطي ، ما عليها إلا أن توجه بعض العناصر والكوادر الموجودة في الوزارة التي تقوم على عقلية الاستبعاد والإقصاء والهيمنة على المعلم، فنحن نتنافس على المعلم بما يخدمه ويحقق مصلحته ومصلحة قطاع التعليم، وليس بما يبتزه ويؤثر عليه ويسلبه حقوقه.
س: يوجد عدة مطالب للمعلمين فيما يتعلق بموضوع التقاعد وموضوع حماية المعلمين، وهي ملفات ما تزال عالقة منذ سنوات ؟
ج: بنسبة لملف التقاعد ملف معقد جدا و في رأيي الخاص أن التقاعد لا يمكن ان يكون عندنا لأن الجبهة والدولة الصحراوية محتاجة للجميع و في جميع الميادين بالتالي التقاعد أمر مستحيل ما دام الوطن محتل من طرف الإحتلال المغربي و المعركة هي معركة تحرير و بناء ولكن يمكن أن يكون مطلب شرعي عند استكمال وتحرير جميع الأراضي الصحراوية المحتلة.
وعليه يوجد ملف أخر يسمى ملف العجزة والوفيات وهذا الملف يحفظ لعمال التعليم والتربية ملفهم داخل القطاع لكن هناك ضعف في الإستفادة المخصصة لهم و لا تكفي وهي قليلة جدا لكن الملف مطروح بقوة ونطالب بحل هذا المشكل قي أسرع وقت ممكن.
وبالنسبة لقانون حماية المعلم، ما هو توجهكم؟
بالنسبة لأمن وحماية المعلم، هو مطلب ملحٌ لما يتعرض له المعلم من اعتداء يكاد يكون يوميًا، فما زلنا نسعى لنصل إليه من أجل أن يكون هناك إجراءات قانونية تحمي المدرس وتجعله في مأمن قانوني، طالما أصبحنا نرى بعض مشاهد الانحطاط الأخلاقي في إحترام المعلم وحفظ هيبته؛ لكن نأمل أن يكون هناك إجراءات قانونية، وسنعمل بكل ما أوتينا من قوة على أن تكون هناك إجراءات حازمة تحمي المعلم وتصونه من أي إعتداء.
س: ماهي الشراكة التي تجمعكم مع جمعيات أولياء التلاميذ ؟
ج: جمعية أولياء التلاميذ هي مكسب لجميع التلاميذ و أوليائهم ونحن تجمعنا معهم وثيقة عمل مشتركة يتم تجديدها كل سنة دراسية ونحن نتطلع إلى بناء علاقة قوية معهم وأن تكون هناك مرافقة في جميع البرامج المستقبلية.
س: فيما يتعلق بفروع الاتحاد ما هي رؤية المجلس الوطني للاتحاد تجاه نشاطها وفاعليتها؟
ج: المكاتب و الممثلين هم عصب الاتحاد ، وهم الذين يمثلون الهيئات المركزية، وهم عيوننا في الميدان، وذراعنا في المؤسسات ، فشيء طبيعي أن هذه المكاتب تؤدي دورها بالشكل الصحيح، ونأمل في هذه السنة أن يكون لهم خطط وبرامج منهجية، وأن يكون لديهم جهد مضاعف في خدمة الزملاء العمال في جميع الأسلاك التربوية ، وأن يكون لديهم تميز عمن سبق على الأقل في أداء دورهم المهني وخدمة المعلمين الذين انتخبوهم وقدموهم لخدمتهم.
*رسالة توجهها للمعلمين، حول ما يتطلعون إليه من مجلس المكتب التنفيذي للاتحاد؟
*المعلمون لولا إدراكهم لأهمية الاتحاد لما قاموا بحراكهم المجيد عام 2014م، وكانت هناك تضحيات كبيرة قدمها زملاء لهم من أجل الاتحاد من حيث الفصل والتنقل والعقوبات وممارسات وضغوطات كثيرة تعرضوا لها، فأصبح الاتحاد مكسبًا لجميع العاملين .
وهنا أؤكد أن الاتحاد وجد ليدافع عن منتسبيه ويحافظ على مكتسباتهم بكافة السبل، وبالتالي لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن يفرط بهذه الحقوق، ولا أن يتخلى عن منسوبيه مهما كانت الظروف.