التكوين المهني المنظومة المنسية
بقلم غالي احمد لعبيد
تستمر معضلة منظومة التعليم و التكوين المهني في التموقع اليوم على رأس هواجس وانشغالات أغلب الأسر الصحراوية، وهي من أكبر المطالب الاجتماعية التي يطرحها اليوم شعبنا ، وأكثرها استعجالية ، والتي سيؤثر إيجاد حلول لها إيجابا في المنظومة الاجتماعية برمتها ،
أي في تقوية أسس الاستقرار العام في بلادنا ، وإعادة الثقة والأمل في المستقبل لشبابنا وللفئات الفقيرة والمتوسطة من شعبنا.
لا أحد ينكر اليوم كذلك أن من أهم أسباب تنامي البطالة وسط الشباب ، وخصوصا حاملي الشهادات منهم ، هناك ضعف في مستويات التكوين ، ومحدودية الاختصاصات والشعب التي يحمل هؤلاء الشباب شهاداتها ، وانعدام تلاؤمها مع متطلبات السوق ، وحاجيات المقاولة الوطنية في المخيم ، وكل هذا يطرح معضلة جوهرية تتعلق بالتكوين أولا وأخيرا.
يحتاج نظامنا التعليمي والتكويني منذ عقود إلى إعادة توجيه ، و تطوير التوجيه المدرسي لفائدة تلاميذنا وطلبتنا ، وإلى تفعيل إستراتيجية وطنية شمولية متكاملة تروم الاستجابة إلى الجدلية المهمة ، وهي ربط التكوين بالشغل، وجعل منظومة التعليم والتكوين متفاعلة مع محيطها المجتمعي، وفاعلة في جر دينامية التنمية والتقدم إلى الأمام.
لقد سلط لقاء المكلف بالتكوين المهني في اتحاد عمال التعليم و التربية و التكوين الصحراويين في مقر الاذاعة الوطني الضوء على قطاع التكوين المهني و الأهمية الحساسة للميدان و إنماء مهارات الشباب وتكويناتهم بما يلبي حاجة الاقتصاد الوطني للموارد البشرية ذات التكوينات الضرورية لمواكبة التنافسية في ميادين العمل و مسارتها نحو التميز والنجاح وتحقيق أفضل النتائج.
وبقدر ما إن إصلاح التعليم بمختلف مستوياته يعتبر اليوم أولوية وطنية لا يختلف حول أهميتها إثنان، فإن تطوير التكوين المهني وتأهيله يعتبر كذلك ورشا ذا أهمية كبيرة، وذلك بما يجعل منظومة التربية والتكوين برمتها ضمن أفق موحد يسعى إلى تنمية البلاد وتحديثها وتوفير الشغل والكرامة والتميز لأبنائها.
اليوم قطاعات اجتماعية جديدة تتموقع في بلادنا ضمن تفعيل دور الشباب في العمل وبيناء المجتمع الصحراوي ، ومنها مثلا - الخياطة ، وصناعة الصبون ، وصناعات اخرى موجودة في المخيمات ، وهي كلها مجالات مهنية تتطلب اليوم موارد بشر ية كفؤة ومؤهلة ،
وقطاع التكوين المهني في بلادنا لا يكتسي فقط هذه الأهمية الاجتماعية ، والقدرة على التجاوب مع ظروف اللجوء الصعبة ، وإنما القطاع لا يخلو من بعد اجتماعي يقوم على تمكين الشباب الصحراوي من تكوينات وتخصصات وتدريبات من شأنها تقوية فرص حصولهم على شغل يصون كرامتهم ويطور ظروف عيشهم ، ولهذا وجب اليوم رد الاعتبار للتكوين المهني ، وعدم التعاطي معه كما لو أنه ملجأ لفاشلين دراسيا ، فهو صار في بلدان متقدمة من أهم مؤسسات التكوين الجيد والمطلوب لإيجاد شغل في عالم يشهد كثير من تحولات.
نحن في المخيمات لدينا ثلاثة مراكز للتكوين المهني وهم :- مركز الشهيد الوالي مصطفى السيد '' مدرسة 12 اكتوبر الوطني " والاخر مركز الغزاوني '' ولاية الربوني '' ومركز الف بالم '' ولاية العيون '' هذا بالنسبة للتكوين المهني المركزي وهناكة عدة مراكز او معاهد مثل المعهد الوطني لتكوين المعلمين و الاساتذة '' 9 يونيو '' والمركز شبه الطبي الموجو مابين ولاية السمارة و اوسرد . مراكز التكوين '' افاد '' وعدة مراكز اخرى تعتبر بمسمة اخر'' التكوين القطاعي '' لانهم يتبعون وزارتهم وليس وزارة التكوين المهني
وبرغم من كثرة المراكز الا أن الرهان اليوم ليس هو مواصلة إنتاج الأفكار و بناء المراكز والخطط التنظيرية ، وإنما الانتقال من ذلك إلى مستوى الفعل، وتحويل الأفكار كلها إلى... تقدم ، أي إلى قرارات عملية تتوجه إلى التوجيه المدرسي ، وإلى مستويات التكوين سواء في المنظومة المدرسية أو في قطاع التكوين المهني ، وإلى ربط المقاولات الصحراوي والفضاء الاقتصادي بشكل عام بدينامية النهوض بالتربية والتعليم وقطاع التكوين المهني.