المسرح دوره المدرسي
يعتبر المسرح المدرسي ركيزة هامة من ركائز الأنشطة التربوية التي تسهم في نمو شخصية المتعلم فكريا وبدنيا وروحيا وتؤدي إلى خلق الشخصية الواعية المتكاملة القادرة على ربط النظري بالواقع العملي الملموس ومواجهة المواقف الحياتية بشجاعة وثبات.
معنى المسرح المدرسي:
المسرح المدرسي هو نموذج أدبي فني يحدث تأثيرا تربويا في المتلقي معتمدا على عدة عناصر أدبية أساسية منها: الحبكة الدرامية، والشخصيات، والحوار، وتقنيات مساعدة منها: الملابس، الإضاءة، المؤثرات، الديكور.
أنواع المسرح المدرسي:
وينقسم المسرح المدرسي إلى عدة أنواع، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
المسرحية الغنائية: وهي التي تعتمد على حوار غنائي عن طريق الأناشيد والحوار بين الحق والباطل والخير والشر شعرا.
المسرحية الكوميدية: يتم فيها نقد سلوك غير تربوي بأسلوب هزلي مرح ، وفيها شخصيات وأحداث فكاهية مع أهمية أن يكون طرحا قيما بعيدا عن الأساليب الإعلامية العامة التي تركز على المردود الاقتصادي على حساب الطرح الهادئ المتزن .
المأساة: وتسمى " مسرحية تراجيدية " التي تتميز بالجدة ، وليس فيها أي نوع من الهزل ، ولا ترمي إليه.
أهداف المسرح المدرسي:
• خلق جو تثقيفي وترفيهي لفائدة الأطفال.
• تنمية روح الجماعة والعمل في إطار فريق واحد.
• تعويد المتعلم على مواجهة المواقف الحياتية بشجاعة وثبات.
• اكتشاف المواهب الحقيقية وخلق عالم من الإبداع والابتكار.
• إعطاء الفرصة للتلميذ لإظهار مواهبه وقدراته .
• تدريب التلاميذ على الأداء المسرحي الجيد .
• ترسيخ مفاهيم مسرحية لدى التلاميذ .
عناصر بناء المسرحية :
1 ــ موضوع المسرحية وشكلها : يجب أن لا يتنافى مع المعايير الأخلاقية أو الجمالية ، ولا يفصل موضوع المسرحية عن شكلها ؛ فإذا كانت ذات شكل كوميدي كان الموضوع كوميديا ذا هدف تربوي سليم .
2 ــ الشخصية : يجب أن تتناسب الشخصيات مع أدوار المسرحية ، فدور القائد مثلا يجب أن يتميز من يقوم به : بالقوة الجسمية ، وحسن التصرف ، والقدرة على الكلام ، والجرأة .
3 ــ البناء الدرامي : وهو أن تسير الأحداث بتفاصيلها المختلفة بحيث تجعل الوصول إلى النتيجة أمرا واقعيا ، ويكون لكل حدث سببا منطقيا دون مفاجآت أو مصادفات مفتعله ، ويعتمد البناء الدرامي السليم على الإثارة والتشويق بعيدا عن التعقيد والغموض .
4 ــ الصراع : وهو إما صراعا داخليا ، وتعني الدوافع النفسية لدى الممثل ، وإما أن يكون صراعا خارجيا بين عدة أفراد ينتمون إلى المجتمع .
5 ــ السيناريو : وهو علم مستقل يوضح طريقة سير المسرحية مكتوبة بالتفصيل ويشمل : الشخصيات وأدوارهم والحوار والحبكة والمؤثرات والديكور ، وجميع أحداث المسرحية بكل تفاصيلها الأدبية وتقنياتها ، وكلما كان السيناريو مرنا أتصف بالجدية والتميز .
6 ــ الحوار : يصور فكرة المسرحية ، وهو " الكلام " الذي يجب أن يحفظه الممثلون مع حضور المشاعر وإتقانها ، بحيث لا يكون حوارا باهتا يبدو سخيفا بدون ظهور الانفعالات .
تقنيات العمل الدرامي المسرحي :
1 ـ الديكور : ويصنع من الحديد والخشب والملابس والبلاستيك ، وغيرها بحيث تصنع الهيئة العامة لموقع الحدث ، وتصور القيمة الجمالية للمكان ، ويعمل على ربط الأحداث بالواقع من خلال اختصار الحوار أحيانا .
2 ـ الملابس : وهنا يراعي الكاتب مناسبة الملابس للأشخاص والحدث والتاريخ والمكان .
3 ـ الإضاءة : الأفضل في مسارح الأطفال خاصة المسارح المفتوحة المعتمدة على ضوء الشمس ، ولكن إذا استدعى الأمر أضواء معينة فيعد مفيدا وهاما لنجاح المسرحية .
4 ـ المؤثرات الصوتية : وهي تضفي مع الديكور في المسرح جوا وتأثيرا فاعلا لإيصال الهدف .
5 ـ الماكياج : ويهدف إلى مساعدة الممثل " الطالب " على تمثيل الشخصية وتقريبها من المشاهد ، بحيث تجعلها مرتبطة بالواقع .
كيف تعد مسرحية مدرسية ؟
ـ إعداد النص ، وهنا يمكن أن نستثمر طاقات التلاميذ الذي يمتلكون الحس الكتابي ، وتدريبهم على كتابة المسرحية ، وإعطائهم مفاتيح الكتابة .
ـ اختيار التلاميذ الذين يتفق بعدهم الجسمي والنفسي وميولهم ، مع الأدوار المرسومة للمسرحية ، ومن المهم أن يتحسس المربي مراحل النمو عن الأطفال والشباب ؛ ليستطيع بالتالي تقديم مسرحية مناسبة لأعمارهم ، وقادرة على إحداث الأثر المطلوب.
ـ التأكد من حماس التلاميذ للمشروع ، وندع لهم المجال للأفكار والاقتراحات مهما كانت طريفة أو غير عملية .
ـ بناء الديكور والخلفيات بالتعاون بين المعلم والتلاميذ.
ـ إعطاء المشروع الأهمية البالغة ، وذلك بأن توزع رقاع الدعوة الجميلة لحضور المسرحية على التلاميذ والمعلمين وآباء وأولياء التلاميذ والمسؤولين .
آلية التنفيذ :
توضيح مفهوم التمثيل المسرحي وأهميته التربوية؛
تفجير الطاقات المبدعة وتوجيه إمكاناتها في المجالات المناسبة كالإلقاء أو التأليف أو التمثيل … إلخ
المشاركة في المناسبات الاجتماعية والدينية والوطنية والتعبير عنها مسرحيا؛
تدريب التلاميذ على إتقان الحركة المسرحية المعبرة وإظهار الانفعال المعبر عن المعنى المطلوب ولا سيما علامات الوجه ونبرة الصوت؛
ترجمة بعض الموضوعات المنهجية كأعمال مسرحية بما يسهم في إثراء العملية التربوية.