تقوم استراتيجية الإعلام التربوي بوزارة التربية والتعليم على مبادئ عامة واضحة المعالم ، محددة الأهداف والإجراءات ، فهي تتضمن : المبادئ الأسس والمنطلقات التي يلتزم بها الإعلام التربوي ، والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها في إطار السياستين التعليمية والإعلامية للمملكة ، كما تتضمن الخطة التنفيذية للإعلام التربوي خلال مدة الاستراتيجية .
أولاً : تعريف الإعلام التربوي .
يعرف الإعلام التربوي بأنه : استثمار وسائل الإعلام من أجل تحقيق أهداف التربية في ضوء السياستين التعليمية والإعلامية للمملكة .
ثانياً : الأسس والمنطلقات العامة للإعلام التربوي .
1 . الالتزام بالإسلام وتصوراته الكاملة للكون والإنسان والحياة ، والمحافظة على عقيدة الأمة ، والإيمان بأن الرسالة المحمدية هي المنهج الأقوم للحياة الفاضلة التي تحقق السعادة لبني الإنسان ، والبعد في وسائل الإعلام ومضامينه عن كل ما يناقض شريعة الله التي شرعها للناس .
2 . الارتباط الوثيق بتراث أمتنا وتاريخها وحضارة ديننا الإسلامي ، والإفادة من سير أسلافنا العظماء ، وآثارنا التاريخية .
3 . تعميق عاطفة الولاء للوطن ، من خلال التعريف برسالته ، وسيرة قادته ، وخصائصه ومكتسباته ، وتوعية المواطن بدوره في نهضة الوطن وتقدمه ، والمحافظة على ثرواته ومنجزاته .
4 . يركز الإعلام التربوي في رسالته على أركان العملية التعليمية : المدرسة ، المنهج ، المعلم ، الطالب ، ولي الأمر ، والمساهمة في التعريف بأدوارها في العملية التعليمية ، وواجباتها وحقوقها وطرح مشكلاتها ومعالجتها إعلامياً .
5 . التأكيد على أنَّ اللغة العربية الفصحى هي وعاء الإسلام ، ومستودع ثقافته ، وموئل تراثه ، ولذا ينبغي الالتزام بها لغة للإعلام التربوي ، ونشرها ، وتعليمها .
6 . العناية بالأسرة ، والنظر إليها على أنها الخلية الأساسية في بناء المجتمع ، والمدرسة الأولى التي يلتقي فيها الصغار ومعارفهم وتوجيههم ، ويتم في رحابها تكوين شخصياتهم وضبط سلوكهم ، وأن يقدم لها باستمرار كل ما من شانه أن يعينها على تحقيق رسالتها .
7 . الالتزام بالموضوعية في عرض الحقائق والبعد عن المبالغات والمهاترات ، وتقدير شرف الكلمة ، ووجوب صيانتها من العبث .
8 . التفاعل الواعي مع التطورات الحضارية العالمية في ميادين العلوم والثقافة والآداب ، برصدها ، والمشاركة فيها ، وتوجيهها بما يعود على المجتمع خاصة ، والإنسانية عامة بالخير والتقدم ، وفق عقيدتنا وتصوراتنا الإسلامية .
9 . تسعى الجهات ذات العلاقة إلى إيجاد القنوات الإعلامية التربوية التي تكون قادرة على تحقيق أهداف الإعلام التربوي ، ودعم ما هو قائم من برامجه ، وتعمل على إيجاد الكوادر البشرية المتخصصة في مجال الإعلام التربوي ، والتعاون مع المؤسسات التعليمية والإعلامية والاجتماعية ومراكز البحوث ذات الصلة لإجراء البحوث والدراسات في مجال اختصاصها .
ثالثاً : أهداف الإعلام التربوي .
يسعى الإعلام التربوي إلى تحقيق الأهداف التالية :
1 . الإسهام في تحقيق أهداف سياسة التعليم في المملكة عبر وسائل الإعلام المختلفة .
2 . المشاركة في غرس العقيدة الإسلامية ونشرها ، وتزيد المتلقين بالقيم والتعاليم الإسلامية ، والمثل العليا ، وتنمية الاتجاهات السلوكية البناءة والنهوض بالمستوى التربوي والفكري والحضاري والوجداني للمتلقين .
3 . المحافظة على التراث التربوي الإسلامي ونشره ، والتعريف به ، وبرجالاته ، وبجهودهم التربوية والعلمية .
4 . التعريف بمكانة المملكة العربية السعودية ، والأسس التي قامت عليها البلاد منذ تأسيسها ، وسيرة قادتها منذ مؤسسها الأول ، ودورهم في توحيد البلاد ، والتعريف برسالتها التي تحملها إلى العالم ، وإبراز منجزاتها ، والتأكيد على ضرورة المحافظة على ما تحقق للوطن من منجزات ومكتسبات .
5 . المشاركة في نشر الوعي التربوي على مستوى القطاعات التعليمية المختلفة ، وعلى مستوى المجتمع بوجه عام ، والأسرة بوجه خاص .
6 . التأكيد على أنَّ الجيل الجديد هم الثروة الحقيقية للمجتمع ، وأنَّ العناية بهم وتربيتهم مسؤولية عامة يجب أن يشارك فيها المجتمع .
7 . التنسيق بين المؤسسات التربوية والمؤسسات الإعلامية سعياً لتحقيق التكامل في الأهداف والبرامج والأنشطة .
8 . التغطية المتوازنة الموضوعية لمختلف جوانب العملية التربوية والتعليمية ، وتوثيق نشاطها .
9 . تبني قضايا ومشكلات التربية والتربويين والطلاب ومعالجتها إعلامياً .
10 . تنمية الوعي برسالة المعلم ومكانته في المجتمع .
11 . إبراز دور المدرسة بصفتها الوسيلة الأساسية للتربية والتعليم في المجتمع ، والتأكيد على ضرورة دعمها ومساعدتها في أداء رسالتها العظيمة .
12 . إيجاد قنوات إعلامية للتعليم المستمر والتعليم عن بعد .
13 . توثيق الصلة بين المسؤولين والعاملين والمهتمين بشؤون التربية والتعليم في المملكة .
14 . التعريف بالتطورات الحديثة في مجالات الفكر التربوي ، والتقنيات التعليمية والمعلوماتية .
15 . السعي إلى إيجاد الكوادر المتخصصة في مجال الإعلام التربوي .
16 . تشجيع البحوث والدراسات في مجال الإعلام التربوي ودعمها .
17 . تلمس مشكلات المجتمع والإسهام في معالجتها معالجة تربوية إعلامية .
18 . الاهتمام بالفئات الخاصة كالموهوبين والمعوقين ، ومعالجة مشكلاتهم وهمومهم .
19 . العناية بالتربية الوقائية والإنمائية والعلاجية .
20 . نشر قرارات الوزارة ، ووجهات نظرها ، ومتابعة ما ينشر في وسائل الإعلام المختلفة حول التربية والتعليم ، ومعالجته بما يتناسب مع هذه الاستراتيجية .
رابعاً : مجالات الإعلام التربوي وبرامجه .
تتنوع مجالات الإعلام التربوي وبرامجه ، ومن ذلك على سبيل المثال :
1 . برامج التربية الوقائية ، لمكافحة بعض السلوكيات والعادات والممارسات غير المرغوب فيها ، مثل : التسرب ، الغياب ، المخدرات ، التدخين ، الغش في الاختبارات ، السلوك العدواني ، الانحرافات الأخلاقية ...
2 . برامج التربية البيئية : وتهدف إلى تحسين تفاعل الإنسان مع بيئته ، وبصفة خاصة التوعية في مجالات : ترشيد استخدام الماء ، ترشيد استخدام الطاقة ، مكافحة التلوث بأنواعه ، المحافظة على مكونات البيئة ، الحث على النظافة ، المحافظة على الممتلكات العامة .
3 . برامج الإرشاد التربوي : لما تمثله هذه البرامج من تحسين للعملية التعليمية ورفع كفايتها وزيادة فعاليتها ، ونظراً لتشعب العملية التعليمية وصعوبة فصل عناصرها بعضها عن بعض فإن برامج الإرشاد التربوي ينبغي أن تتنوع لتشمل المجالات التالية :
أ ) الطالب : ترشيد سلوكه داخل المدرسة بدءا بالحرص على إيلافه الجو المدرسي وانتهاء بربطه بمدرسته ليظل متعلما طول الحياة ، و ما يتبع ذلك من برامج تخاطب الطالب في مختلف المراحل الدراسية و المواقف الحياتية التي يمر بها .
ب ) المعلم : بصفته عصب العملية التعليمية ، لرفع كفايتها المهنية ، على أن تخصص له البرامج التي تسعى إلى تحسين أدائه و توفير أحدث المعلومات التربوية و التخصصية له ، كما يجب العناية ببرامج التدريب على رأس العمل ، لزيادة ارتباطه بكل ما يستجد في مجال العلم و المعرفة و التربية .
ج ) أولياء الأمور : لتعريفهم بدورهم البارز في العملية التعليمية و التربوية ، و حثهم على ممارسة هذا الدور المكمل لما تقوم المدرسة ، و إشعارهم بمسؤوليتهم التربوية تجاه أبنائهم قبل الدراسة و في أثنائها .
د ) البرامج التعليمية المتخصصة : التي تيسر تعلم المواد الدراسية المتنوعة بأسلوب تربوي إعلامي يتناسب مع طبيعة المادة ، و إمكانات المتعلم ( الطالب ) الذي توجه إليه هذه البرامج .
هـ ) الإدارة المدرسية : لكونها جزءا لا يتجزأ من الكيان التعليمي ، و ذلك بتوفير البرامج المناسبة التي تجعل القائمين على أمر الإدارة المدرسية يستشعرون دائما عظم المسؤولية الملقاة على عواتقهم من أجل النهوض بالتعليم ، كما توفر لهم البرامج الإعلامية التدريبية التي تصقل خبراتهم و تنمي معارفهم و توثق ارتباط عناصر العملية التعليمية بعضها بالبعض الآخر .
4- برامج التوعية العامة : و يقصد منها توعية المحيطين بالعملية التعليمية و ذوي العلاقة بها بما يضمن مشاركتهم في توفير المناخ الملائم لتحقيق الأهداف التربوية التي تسعى إليها المؤسسات التربوية ، و يدخل في هذا المجال :
أ ) برامج التوعية الأسرية : لتعريف الأسرة بواجباتها نحو أبنائها ، و تيسير السبل أمامهم للإقبال على التعلم من غير عوائق أو صعوبات .
ب ) برامج محو الأمية و تعليم الكبار : و توجه بصفة خاصة إلى الأسرة بما يسهم في محو الأمية في المحيط الذي يعيش فيه الطلاب .
ج ) برامج التوعية الموسمية المتعلقة بالمناسبات المختلفة و بخاصة موسم الحج ، و شهر رمضان المبارك ، و اليوم الوطني ، و الإجازات .... وذلك لتوعية الجميع بما ينبغي أن يكون عليه حال الطالب و أسرته في هذه المناسبات المهمة .
د ) برامج للحث على المشاركة الإيجابية في أسبوع المرور و النظافة و الشجرة و الصحة و يوم الطفل و اليوم العالمي لمحو الأمية ، و غيرها من المناسبات التوعوية ، ذات البعد التربوي التي تنمي في الطالب سلوكا إيجابيا نحو أمته و وطنه .
5 – برامج الثقافة و التراث و تشمل :
أ ) برامج لتعميق الثقافة الإسلامية في نفوس الناشئة ، و التعريف بأهم التوجيهات التربوية في الإسلام ، و الكشف عن الحياة المشرقة للمفكرين المسلمين ، و التعريف بجهودهم التربوية و العلمية .
ب ) برامج لنشر التراث و التعريف به ، و التصدي لمحاولات تشويه التراث و الثقافة الإسلامية .
ج ) برامج لصيانة فطرة الطفل المسلم و حمايته من التيارات الوافدة التي يتعرض لها .
د ) برامج لتعريف الشباب بتاريخ أمتهم و حاضرها بوطنهم و ماله من مكانة متميزة ، و ما يمكن أن يتسنمه في المستقبل من مكانة فائقة بين الأمم ، و التأكيد على دور الشباب المنتج الفعال في هذا الميدان الحيوي .
هـ ) برامج للتعريف بالتطورات التقنية المعاصرة ، التي تقف بالشباب على كل جديد في مجال المعارف و العلوم ، وتنمي فيهم الرغبة في الاستزادة من معطيات الثقافة المعاصرة المتطورة .
خامسـاً : وسائل الإعلام التربوي :
للإعلام التربوي وسائل متعددة ، أهمها :
1 – التلفزيون : و يعد الوسيلة الإعلامية الأولى من حيث الفعالية في الاتصال و التأثير و ينبغي الاستفادة من القنوات التلفزيونية المتاحة ، و السعي ل***** قناة تربوية تلفزيونية حيث أصبحت القنوات التربوية التعليمية ضرورة ملحة ينبغي المبادرة إليها في ظل كثافة الإعلام و الوافد و الموجه و المتخصص .
2 – الإذاعة : و تتميز بانتشارها الواسع ، و بانخفاض تكلفة إنتاج و استقبال الرسالة الإعلامية .
3 – الصحف : و تمتاز بإمكانية الطرح المتعمق و الواسع ، و المشاركة الجماهيرية ، و سهولة الاحتفاظ بها و تداولها ، و يمكن استثمار هذه الوسيلة بإصدارات صحفية متخصصة في الإعلام التربوي ، أو بدعم و تشجيع الصحف و المجلات لإصدار صفحات و ملاحق خاصة بالتربية و التعليم.
4 – الصحف و النشرات و المطويات و المطبوعات : و يمكن لهذه الوسائل أن تؤدي دوراً على مستوى المدرسة و البيئة المحيطة بها .
5 – المسرح : و يمتاز بالقدرة على إيصال الأهداف التربوية بشكل غير مباشر ، و بأسلوب مشوق ، مما يساعد على استثماره في تحقيق أهداف العملية التعليمية .
6 – الملصقات : و هي وسيلة فعالة في حال العناية بها فنياً ، و بانتقاء مضامين تربوية جيدة ، تسعى إلى غرس المفاهيم و القيم و السلوك الإيجابي ، و محاربة السلوك غير المرغوب فيه .
7 – الكتب و الدوريات المتخصصة : و هي وسائل ضرورية لتثقيف القائمين على التربية و الإعلام التربوي ، إذ يمكن من خلالها مناقشة و تحليل و عرض النظريات التربوية و الوسائل و الأهداف بشيء من التوسع و الاستقصاء .
8 – الحفلات العامة : على مستوى المدن و المناطق ، و تقام في أماكن عامة كملاعب كرة القدم مثلاً ، و تقدم فيها عروض مسرحية و فنية و مشاركات أخرى .
9 – الملفات الصحفية : التي تتضمن أهم ما ينشر في الصحف عن التربية و التعليم ، و هي مهمة إذا أحسن الاستفادة منها ، من حيث كونها تبقي القائمين على أمر التربية و التعليم على اتصال دائم بمجال عملهم و اختصاصهم ، و تبرز لهم مدى تفاعل المجتمع مع العملية التعليمية التي يمارسونها.
10 – شبكات الحاسب الآلي : و يمكن استثمار شبكات الحاسب الآلي بشكل فعال جداً في مجال الإعلام التربوي ، حيث أصبح الحاسب و شبكاته وسيلة اتصال إعلامي مهمة ، تلعب دوراً حيوياً و مؤثراُ .
11 – الإذاعة المدرسية : و هي من وسائل الإعلام التربوي المهمة داخل المدرسة ، و يمكن أن تكون وسيلة جيدة لاكتشاف القدرات الإعلامية بين الطلاب ، و تبنيها .
12 – المتاحف و المعارض : المتاحف و المعارض بأنواعها ( الثقافية و الاجتماعية و العلمية و الفنية ... ) وسيلة مفيدة إذا أحسن التخطيط لها ، و إعدادها بما يسهم في تحقيق أهداف التربية .
13 – الأنشطة الطلابية : للأنشطة الطلابية المختلفة ( النشاط الكشفي ، الثقافي ، الاجتماعي ، الفني ، الرياضي ، المراكز الصيفية ، مراكز الأحياء ) وسائلها الإعلامية التربوية .
يسعى الإعلام التربوي للتواصل مع الميدان و إبراز التجارب الفريدة و البرامج الناجحة و تسليط الضوء على الطالب الموهوب و المعلم البارز لدفعهم للمزيد من التميز و نم أجل ذلك بات مهماً إيجاد منسق إعلامي يقوم بهذا الدور و يمثل حلقة التواصل بين الإعلام و الميدان التربوي .
على أن يتم ذلك وفق التنسيق الدائم مع الإعلام التربوي لضمان تحقيق الأهداف المرجوة