رسالة من الصحراء الغربية الى وزيرة التربية الجزائرية نورية بن غبريط.
بقلم : سعيد زروال / مواطن صحراوي.
سيدتي الوزيرة اراسلكم نيابة عن الكثير من الصحراويين الذين قد لا تسمح لهم ظروفهم في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية او بمخيمات اللاجئين الصحراويين بالاتصال بديوانكم للاحتجاج على الخطأ الفادح الذي ورد في الصفحة 59 من مقرر السنة الاولى متوسط لمادة الجغرافيا، والذي لا يعترف بالصحراء الغربية كدولة مستقلة عن الاحتلال المغربي، وهو الخطا الذي اثار غضب الكثير من الصحراويين، بسبب وروده في مقرر مدرسي تحت اشراف وزارة التربية الجزائرية، وهي الوزارة التي كان لها الفضل في تعليم الالاف من ابناء الشعب الصحراوي.
سيدتي الوزيرة ..
اود اولا ان اوجه سؤالا بسيطا للتقنيين القائمين على اعداد الكتب المدرسية بوزارة التربية الجزائرية، عن المصدر الذي اعتمدوا عليه اثناء اعداد الخارطة المشبوهة، اذ ان كل الخرائط العالمية تعترف بالدولة الصحراوية وتضع خطا فاصلا بينها وبين المملكة المغربية، ولكي ان تنظري الى خرائط محرك بحث قوقل، والى خرائط الملاحة الدولية فكل الدول باستثناء المملكة المغربية تعترف بالحدود المتعارف عليها للصحراء الغربية، وحتى داخل المملكة المغربية تم الاعتراف بهذه الخارطة من قبل بعض المؤسسات الغير خاضعة للرقابة المخزنية.
سيدتي الوزيرة …
ان خطورة الخطأ الوارد في مقرراتكم المدرسية حول خريطة الصحراء الغربية تكمن في تلقين الاجيال الجزائرية الجديدة معلومات خاطئة عن الخارطة العالمية، وقد يصعب مستقبلا اقناعهم بعدالة القضايا التحررية في العالم ومنها القضية الصحراوية مادام ان منهاجهم الدراسي لا يعترف بها كدولة مستقلة عن الاحتلال المغربي.
سيدتي الوزيرة ..
من الواجب اعادة تذكيركم ان ألاف التلاميذ الصحراويين يزاولون دراستهم في المدارس الجزائرية، ولكي ان تتخيلي كيف ستكون ردة فعلهم عندما يجدوا ان دولتهم التي عانوا من اجلها في الشتات والملاجيء غير معترف بها في المقررات المدرسية المعتمدة من قبل وزارة التربية الجزائرية، مع الاشارة الى ان كل المقررات الاوروبية بما فيها الفرنسية لا تعترف بأي سيادة مغربية على الصحراء الغربية.
سيدتي الوزيرة ..
ان خطأ دمج اراضي الصحراء الغربية ضمن الخريطة المغربية لا يقل فداحة عن خطأ الاعتراف بالكيان الصهيوني في نفس المقرر المدرسي. وقد لا يصل اليكم غضب الصحراويين من الخطأ المطبعي في مقرراتكم المدرسية، وهذا بسبب قلة التعاطف مع القضية الصحراوية مقارنة بالقضية الفلسطينية في الشارع الجزائري لأسباب عدة، لعل ابرزها هو ارتباط القضية الفلسطينية بالدفاع عن المقدسات الاسلامية ومنها مسجد الاقصى بمدينة القدس ، لكن الاحساس بالظلم الذي احس به الاخوة الفلسطينيين لا يقل عن الاحساس الذي طال الصحراويين من اخطائكم المطبعية. وان كان غضب الشعب الجزائري من خطا الاعتراف بدولة اسرائيل والتنديد الكبير الذي لقيه من قبل المجتمع المدني فرض في الاخير تقديم توضيحات و إعتذار رسمي عن ذلك الخطأ، لكن لحد الساعة لم نسمع اي اعتذار من قبلكم عن الخطأ المماثل في حق الشعب الصحراوي وقضيته العادلة. ونتمنى ان لا يمر هذا الخطأ المتعلق بخريطة الصحراء الغربية مرور الكرام.
مع تحياتي